قاسم حول
حققت المخرجة الفرنسية «فرجيني سوفير» فيلما جديدا يحمل عنوان زمن الضياع. يلعب فيه ممثلون عرب وأفارقة إلى جانب ممثلين فرنسيين. بطولة الفيلم أسندت للممثل والمخرج العراقي «عامر علون» الذي لعب دور البطولة في فيلم «المغني» للسينمائي قاسم حول وفيلم المغني هو من إنتاج مؤسسة الآرتي التي تدعم هذا الفيلم الفرنسي زمن الضياع. انتهى تصوير الفيلم وهو اليوم في مرحلة المونتاج وسيظهر على الشاشة قريبا وكذا يعرض من شاشة تلفزيون الآرتي بعد استنفاد العروض السينمائية. توجهنا بالسؤال إلى ممثل الدور الرئيسي في الفيلم «عامر علوان» عن دوره في هذا الفيلم ومدى أهميته في المستويين الجمالي والفكري، فقال «أنا أمثل دور مترجم لمجموعة من اللاجئين الذين تنعدم أمامهم آفاق الحياة ويكاد أن ينعدم من أمام ناظرهم الأمل. وألعب هذا الدور إلى جانب الممثل الفرنسي - جون بيير لوري - والممثلة الأفريقية - كلوديا تاكبو- وعدد من الممثلين والكومبارس الفرنسيين والعرب والأفارقة» وأتوقع أن يشكل هذا الفيلم نقلة نوعية بين الأفلام الكثيرة التي باتت تتحدث عن هروب المواطنين العرب والأفارقة نحو بلدان أوربا. كما أتوقع ومن خلال شخصية المخرجة وتاريخها السينمائي أن يحظى بالأهمية الفنية والجمالية».
تدور قصة الفيلم عن عراقي هو «عبد ياسين» وهو مثقف ويدرس اللغة الفرنسية في العراق ويهاجر إلى فرنسا بعد أن تعرض إلى الاضطهاد والتعذيب وبعد أن تم قتل كل أفراد عائلته من قبل منظمة «داعش» الإرهابية .. يرحل المدرس عبد ياسين عن طريق المهربين ويصل إلى تركيا ثم يتمكن من الوصول إلى ميناء مدينة «مارسيليا. كان حلمه أن يصل إلى بلد يشعر فيه بالأمان وينال حريته بعد عذاب سنوات الضياع.
يبحث عبد ياسين عن عنوان تركه له صحفي فرنسي زار العراق في مهمة صحفية والتقى عبد ياسين الذي رافقه في بحثه كمترجم وقد تعرض الصحفي لمحاولة اغتيال .. وفي محاولة البحث يجد عبد ياسين نفسه وحيدا تائها في شوارع باريس حيث يجد نفسه فيها غريبا في هذه المدينة .. مدينة الأضوء والمتاحف والمقاهي والمطاعم التي ينظر إليها منهكا جائعا وبدلا من أن يجد نفسه في مدينة حالمة يجد نفسه في كابوس ثقيل مدمر لحياته الإنسانية حتى يصل حالة من الذل من أجل الحصول على بطاقة الإقامة.
إن تجربة اللاجئين العرب والأفارقة صارت موضوع كثير من الأفلام سواء الروائية أو الوثائقية وصارت مادة تستفز المخرجين وتستفز المشاهدين حين أصبحت مادة الأخبار اليومية.. وما مشاهد الغرقى من اللاجئين في الزوارق المطاطية إلى صورة تدين الإنسانية وكم من حكايات مؤثرة ومؤلمة تعرضها التلفزيونات فتتحول تلك الصور الحقيقية إلى أفلام روائية تلعب فيها مخيلة المخرجين والكتاب دوراً لسبر أغوار الشخصيات الإنسانية المعذبة والضائعة.
يتوقع أن يثير الفيلم مشاعر المشاهدين في هذا الظرف العالمي المليء بالالتباسات .. ويضيف علوان «شعرت بأداء هذه الشخصية لما أعانيه كعراقي من عذاب العراقيين سواء في تجربتي مع المخرج قاسم حول في فيلم المغني أو في تجربتي الجديدة مع المخرجة الفرنسية «فرجيني سوفير» كنت أنتظر أن أخرج فيلما جديدا وأنا في فرنسا حين عرضت علي المخرجة أن ألعب دور البطولة فوجدتها فرصة وتجربة مع مخرجة ذات خبرة وممثلين هم من الأسماء المشهورة في فرنسا.