(1)سلسل حروفك ...
وانتبذ أرضاً خلاءً /ويممِّ شطر « عبقر » ..
علَّ الذَّين بنوا مجد أيامنا الغابرات ...
يؤوبون ..
علَّهم ينتجعون فلاةً /حصاها لم يُمسّ...
سوى مطرٍ أشعل الطهر فيها..
ورتَّق بعض شقوق الثرَّى !!
علَّهمُ يلحقون « العماليق» ..
يبنون سداً عتيقاً ..
وعلى جانبيه يخطُّون رسماً ثمودياً...
وفوق الصّخور شيئاً من السبئية ...
خلَّدوها...
وما فكَّ شفرتها « سيبويه»..
ولا خطرت في عروق الشجر !!!
# # #
(2) سلسل حروفك ...
وانتبذ صبحاً شهياً / علَّ أيامك البيض ..
يزهو سناها ...
ثم حوقل ..
وتعوَّذ ..
وقل – بين حينٍ وحينٍ –
حسبي الله ...
كي تفتح الشُّم من الراسيات ...
على منفسح من البيد ...
ما مرَّ فيها من بشر !!
وكن أنت أولهم ..
كن نارهم توقد لا تنطفئ ..
وكن – بين حينٍ وحينٍ-
صوت ريح يدكُّ من العاتيات أكبرها..
على غفلة من سحر !!
عندها ...
سوف يأتم رهطُ بالسَّنا
(ال) أوجدته ...
ثم يأتون بالشعلة (ال) أوقدتها ..
ويغنون..
يغنون ..
حتى يطيب السَّهر !!
# # #
(3) سلسل حروفك ...
وانبذ إلى القوم /إذ هيأوا...
دمك /العطر..
للصحوة الآفلة !!
قرب لهم موتك / المنتظر..
واسكب على قللِ القوم ..
قهوتك الفاترة !!
هيئ لهم ما يريدون ..
واقرأ عليهم سورة « التين » ..
أسرج خيولك ..
وارفع حداءك ..
فالقوم في حقبة زائلة !!
# # #
(4) سلسل حروفك ...
يا أيها المرتجي موسماً /لا قيظ فيه...
وكن ماثلاً ...
بين رهطٍ يفيئون ...
عن لغة موجعة !!
يمخر الطين في أعناقهم ...
فيخرون / مثنى .. ومثنى .. وأربعة !!
تراهم وقد أدمنوا لوعةً مفزعة ..
وفوق الشفاه ترى لهجة مترعة ..
يحف بها الحزن في آهة مُسمِعه:
« آه ..آه..آه..آآآآآآآآه ...
حزينة كلها الليلة امردايم ... حزينة
بلا ساقي ولا قاطف وناظم ... حزينة
وريح احبابنا في الدار حايم ...
مسافر صاحبي يا غارة الله »*
# # #
(5) سلسل حروفك ..
هيء دمك / الحبر ...
وقل ..
أيها الحزن لا تنجلي ..
وعمّق جذورك في داخلي
فقد طاب للنفس هذا الضنى
ولو عيروني بهه عذلِي
وهيأت ذاتي لحزنٍ طويل
به أحشد الصحو للأمثل
وإن أوصد الباب غنيتهم :
« حزينة كلها الليلة امردايم »!!
فيأنس فيها الفؤاد الخلي !!
... ... ...
* الردايم: جمع « رديمة » وهي أشجار الفُلّ وفي لهجة أهل جازان تنطق « امردايم »
* « من قصيدة باللهجة الجازانية المحكية /الشعبية للشاعر أحمد السيد عطيف , وغناها الفنان حسن خيرات ».
أنظر اليوتيوب !!
** **
- شعر/ الدكتور يوسف حسن العارف