أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: في مقالة الدكتور حبيب حداد (المجتمعات العربية في مواجهة التيارات الأصولية والسلفية) المطولة: تساأل: هل الأصولية والسلفية صفتان لظاهرة واحدة، أو هما صفتان مختلفتان؟.. ولقد أطنب بأسلوب إنشائي؛ ولهذا سأقتصد في تلخيص هذا الإطناب ثم أفيض في مناقشته.. وموجز عرضه: أن مصطلح الأصولية أنماط في التفكير والأخلاق والسلوك سواء أكانت مسيحية، أم هندوسية؟.. ثم انطلق حديثه إلى تخصيص الحديث عن الأصولية المسيحية: بأنها نشطت بصفتها حركة (بروتستانتية) ظهرت أوائل القرن العشرين ميلادياً؛ ودورها أن تؤكد أن الكتاب المقدس (وهو الإنجيل) معصوم من الخطإ عقيدة وأخلاقا وسلوكا؛ ويدخل في العقيدة التصديق بأخبار الإنجيل عن الأمور المغيبة (ثم جاء بأمور غامضة عكرت على الإيمان بعصمة الإنجيل) وقد حدثت تلك الأمور في البلدان الغربية
(بالغين المعجمة)، وفي البلدان المتقدمة على وجه العموم؛ ووصف تلك الأمور المعكرة بأنها بين مد وجزر تبعا للمسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أو تبعا لعوامل خارجية طارئة كالحروب والإرهاب والنزوح الكثيف (؛لعله يريد الترحيل الجبري؛ ليحتل البلاد غير أهلها).
قال أبو عبدالرحمن: هذه مفردات معروفة معانيها لغة؛ ولكن معانيها الكلية في السياق عسيرة الفهم؛ وتلك هي الأمور التي أحاول تذليلها للفهم؛ وقد أجمل وصف الحركات الأصولية في البلدان المتطورة بأنها محدودة الفعل والتأثير مقارنة بالتأثير العام في المجتمع؛ ولهذا يتذكر حروب مئة عام جرت بين (الكاثوليك)، و(البروتستانت)، كما يتذكر أيضا الصراعات الدينية قي الهند، والأصولية اليهودية داخل دولة الاحتلال (دولة إسرائيل)، والأصولية المسيحية في المجتمعات الغربية [بالغين المعجمة]، ولم يذكر الغرض من هذا السياق؛ ثم عرج على المجتمعات العربية [بالعين المهملة] التي تواجه أخطار الإرهاب الذي يستهدف تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها، ثم تحول إلى صراع شيعي سني؛ وانتهى الحداد إلى أن السمة البارزة العامة لرؤية ومواقف وخطاب وسلوك أحزابنا وحركاتنا [ولم يحدد من هم أحزابنا.. إلخ؟] منذ منتصف القرن 1950 ميلاديا إلى يومنا هذا: هي السمة الأصولية، و(الدوغما) الأيديولوجية؛ وهي مرجعيات عقائدية أصولية ترفع رايات اليسار (الماركسية)، وأخرى قومية، أو وطنية، أو اشتراكية، أو إسلاموية [قال أبو عبدالرحمن: من أين جاءت هذه (الواو) وهي أقبح من بثرة في وجه قبيح]، أو (ليبرالية)؛ وأسبابها ضمور قيم العقلانية.
قال أبو عبدالرحمن: لقد حذفت كثيرا من الفضول؛ لتكراره من دون مسوغ، وأبادر الآن بكليمة عن (العقلانية)؛ فالأصل (العقلية)؛ فزادوا اللام الممدودة والنون للدلالة على أنها تعني عددا من العقول؛ وهذا تنطع لا معنى له؛ لأن
(العقلية) تشمل العقل البشري بإطلاق؛ وقيمه معروفة محصورة؛ وهي الحق والخير والجمال، وغير القيم أضدادهن؛ فإذا أريد معنى فئات من العقول: قيل: (قيم عقول)؛ ثم تعين ما تريده من العقول؛ فتقول على سبيل المثال: قيم عقول هي: العقل الصهيوني، والعقل الليبرالي، والعقل الإسلامي السوي.
قال أبو عبدالرحمن: واهتمام الحداد انصب في البداية على العقل النصراني محصورا في (البروتستانتية)؛ والواقع ينطق بلا تحفظ: أن ذلك العقل قد حسم أمره في وقت مبكر منذ قتل الرئيس الأمريكي (كنيدي) [1917- 1963] ميلاديا الزعيم الخامس والثلاثون للولايات المتحدة؛ وهو الزعيم الحصيف الذي رأى ببصيرته التفاف الثعبان الماسوني الذي يعده بعض السذج من أبناء جلدتنا خرافة؛ وهو الآن المهيمن على العقول العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها؛ فاغتالته الماسونية نفسها؛ وهو مشفق من هيمنة الماسونية على أمريكا؛ إذ كانت هي التي تحكم شعبا كبيرا ذا قوة مادية وعلمية، بل تحكم العالم كله بقيادة إسرائيل دولة الاحتلال.. ويدير هذه الحاكمية الظالمة اللوبي اليهودي الذي امتص أموال أمريكا بأمثال الربا المضاعف والتحكم في الاقتصاد الأمريكي، بل العالمي ارتفاعا وانخفاضا؛ بل التحكم في الاقتصاد العالمي بما تربوا عليه من الإفساد في الأرض بحبل من الله؛ وهو تلك التربية التي حادوا بها ربهم، وحبل من الناس بما نراه اليوم من توجه العالم وفق طغيانهم؛ فإسرائيل اليوم تحكم العالم، وكل العالم جند مسخر لخدمتهم (؛ وعبيد لهم) تحت غطاء الصهيونية الماسونية العلمانية سواء أعلم العالم أنه مستعبد، أم كانوا في غشاوة من كيد أعظم المكلفين مكرا؛ وهو أعظم من مكر (إبليس لعنه الله ولعنهم (بل (إبليس) يتعلم منهم) ومن كلمات (كينيدي) المأثورة المليحة: (إن لم يستطع المجتمع الحر مساعدة الفقراء الكثيرين: فلن يتمكن من إنقاذ الأغنياء القليلين)، وظل كيد الماسونية ممتطيا الطرق الصوفية، مصطفيا كفر الحلولي الاتحادي ابن عربي المرغب أتباعه الهمج في نار جهنم؛ لأنها ما وصفت بأنها(عذاب) إلا لعذوبتها.. وسيطوق هو وهمجه الأتباع (بحكم وعيد الله الحق لكل كافر) نار جهنم؛ فيستمتعون بعذوبة عذابها.
قال أبو عبدالرحمن: الماسونية اليهودية المنتشرة عالميا ممتطية الطرق الصوفية بإغداق مالي ضخم من قوم شيمتهم البخل والغدر، ثم حمل العبء المالي عنهم من وصفوهم بـ(الجوييم)؛ والماسونية بهذا الواقع المرير هي المتنفذة في كل دولة عربية أو إسلامية، وتستعر في أكثر من بلد في الدولة الواحدة؛ وإلى لقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى لاستكمال الحديث عما بقي من عناصر هذا البحث، والله المستعان.