موضي الزهراني
احتفل العالم في العاشر من أكتوبر «باليوم العالمي للصحة النفسية» والذي تناول «التوعية بمرض الاكتئاب» واختيار منظمة الصحة العالمية للاكتئاب لكي يكون موضوعاً لعام 2017م، ما هو إلا دلالة على أن هذا المرض النفسي لا تقل خطورته عن الأمراض الجسدية المستعصية! فالاكتئاب قد يصيب جميع الفئات العمرية، ويؤثر على القدرة على التكيف الداخلي والخارجي، وعلى الصحة النفسية للفرد بشكل عام، ويدفع به للانتحار أو الجريمة، أو تعاطي الكحول والمخدرات! وقد يجهل الكثير التعامل مع الأشخاص المكتئبين المقربين منهم، ويجهلون كيفية البحث عن العلاج المناسب لهم، بالرغم أنه في بداياته بالإمكان تداركه، حيث إن الاكتئاب مجرد «حالة من الحزن الشديد تفقد المصاب نشاطه اليومي وتعزله عن العالم المحيط به» ومن أعراضه: تغير الشهية، تغير ساعات النوم، التوتر، وانخفاض معدل التركيز والشعور باليأس والذنب، وأخطرها التفكير في الانتحار! هذه الأعراض لا تظهر من فراغ بل لأسباب مختلفة منها على سبيل المثال للجانب الشخصي: فقدان شخص عزيز، أو الخروج من تجربة عاطفية فاشلة، أو بسبب الانفصال الزوجي أو انفصال الأبوين (وهذه الأسباب قد يتعرض لها الكثير، لكن إذا كانت الأسرة واعية لها بإمكانها تدارك حالة المصاب وعلاجه قبل أن تتطور حالته)، لكن الأسباب الأخرى وهي الأكثر أثراً وألماً هما (الفقر والبطالة) والتي تسبب الاكتئاب على مستوى الدول وتؤدي لخسائر بشرية ومادية على المدى البعيد! مما يتطلب من الجهات المعنية الاهتمام بالتوعية بمثل هذه الأمراض النفسية المهملة ليس من خلال احتفال ليوم سنوي فقط، بل من خلال منظومة من الجهود الحكومية والخاصة. فالمتوقع من وزارة الصحة ممثلة في «الإدارة العامة للصحة النفسية» أن تبادر في تعميد جميع الجهات الصحية والنفسية على مستوى المناطق بالاحتفال بهذا اليوم ومن خلال جميع مواقع التواصل الاجتماعي، والمراكز التجارية، والجهات التربوية، ووسائل الإعلام المختلفة، وذلك للحد من انتشار الأمراض والاضطرابات النفسية التي تتسبب في هدر ميزانيات لاحدود لها! لكن لايفوتني أخيراً شكر اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية على الجهود التي بذلتها خلال هذا اليوم ونزولها ممثليها للميدان والتفاعل مع المشاة بمختلف أعمارهم وجنسياتهم للتوعية بمخاطر الاكتئاب على الصحة النفسية والاستقرار الأسري والأمن الوطني! لكن جهد جهة واحدة لا يكفي، حيث ما زالالجهود لإحياء مثل هذه المناسبات الهامة متواضعة، لذلك فإن النتائج خطيرة في أثرها ومستوياتها الصحية!