محمد آل الشيخ
أصبح من شبه المؤكد أن استضافة قطر لكأس العالم 2022 ستسحب منها، وتُسند إلى دولة أخرى، تأتي بريطانيا على رأس الدول المرشحة بدلا عنها. هذا ما أصبح شبه حقيقة، تتأكد مع مرور الوقت، كتبَت عنها كبريات صحف أوروبية مشهورة.
قطر دولة صغيرة، ليس فيها سوى مدينة واحدة هي الدوحة عاصمتها، وليس لها في تاريخ المونديال أي إنجازات تذكر على الإطلاق من الممكن أن تؤهلها لتنظيم هذا الحدث العالمي الضخم؛ فضلا عن أن إسناد الفيفا إلى قطر مهمة تنظيم المونديال اكتنفتها أنباءٌ تقول إن الرشاوي المالية التي أغدقها القطريون على النافذين في هذه المنظمة الدولية، كانت هي السبب (الوحيد) الذي أهّلها للفوز بتنظيم هذا الحدث؛ وليس لدي أدنى شك أن هذه الشائعات كانت أحد الأسباب التي ستدفع إدارة الفيفا (الجديدة) إلى سحبها من قطر؛ فالرياضة هي أولا أخلاق وقيم إنسانية رفيعة، تسعى للتقارب بين دول العالم، وترسخ التعايش بين الشعوب؛ وحتما كان للفضائح والشبهات التي شاعت عن ممارسات إدارة الفيفا السابقة، وتلقيها رشاوى، مازال بعضها رهن التحقيق، أكبر الأثر في الاحتمال شبه المؤكد لسحبها من قطر؛ وفي تقديري أن تمرير استضافة المونديال لقطر كانت كما تقول الشائعات أحد الدوافع التي جعلت أصابع الاتهام توجه إلى إدارة الفيفا الآفلة، والتي تسعى إدارة الفيفا الحالية إلى تصحيحها.
حكومة قطر التي تمسك بزمام السلطات هناك لا تتردد - كما هو مشهور عنها - في دفع الرِّشى بلا حساب في سبيل تحقيق أهدافها في المجالات السياسية، كما أنها حكومة مُبذرة، لا قيمة لثروات الشعب القطري لديها، لمجرد تحقيق الوصول إلى أحلامها أن تكون دولة إقليمية كبرى، ذات شأن، الأمر الذي عزّز الشكوك بأن قطر سلكت نفس مسلكها السياسي للفوز باستضافة المونديال، لا سيما وأن هذه المدينة أو هذه الدولة، لا تملك أية بنية تحتية قائمة لتنفيذ مثل هذا الحدث العالمي، الأمر الذي جعلها - كما يقولون - تُنفق قرابة المائتي مليار دولار على تأسيس منشآت رياضية، وبنية تحتية متكاملة، ترقى بها إلى مستوى تنظيم المونديال؛ وإذا أخذنا تعداد أهل قطر المواطنين في الحسبان، فإن كل مواطن قطري ستكلفه هذه الاستضافة ما يصل إلى ستة ملايين دولار، أي خمسة وعشرين مليون ريال قطري، فضلا عن أن قطر أُتُهمت من قبل كثير من المنظمات الحقوقية العالمية بأنها لا تكترث بحقوق العمال العاملين في إنشاء هذه المنشآت التي يتطلبها هذا الحدث الرياضي، وهذا كذلك أحد الأسباب الإضافية التي يبدو أنها ستُساهم قطعا في سحب تنظيم تلك المناسبة العالمية منها.
الآن لابد لعقلاء قطر أن يتساءلوا عن تلك المغامرة المجنونة، التي كلفت الخزينة القطرية هذه الأرقام الفلكية، وهاهي ستتبخر بين ليلة وضحاها: من المسؤول عن تبعات هذه الفضيحة؟.. ما يؤكد لهم أن من يتربع على عرش حكم قطر، سواء كان تميم، الذي هو أشبه بخيال المآتة، الذي يُدار ولا يدير، أو كان الحمدان، حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، هم مغامرون، مقامرون، سيقودون بلدهم حتما إلى المهلكة.
إلى اللقاء