د. خيرية السقاف
العبارات المشعة التي لا يضمحل نورها..
التي كلما تقرأها تُبصر بُعدا جديدا..
التي تحرث في نفسك تربة تنمو..
التي تسقي فيك فسيلة تخضر..
التي تُسمِعك ما خَفت من صوت..
التي تريك ما بعُد من طيف..
التي تعود لك بجناح لتحلق..
التي تمد لك سلما لتصعد..
التي تمد لك بساطا لا يشق..
هي المعجونة من حنطة لا تفسد..
المنقوشة بقلم يتسرمد بحياته..
هي كلام النظر البعيد..
والفكر الرشيد..
واليقين المطلق..
والثبات الراسخ..
والمصدر المكين..
هي التي تبقى ما بقيت, وتمتد لمن سيأتي فيبقى..
ولا تفنى معه حين يفنى..
هي في السِّفر خريطة..
وفي الحلِّ مصباح..
وفي الترحال بوصلة..
:
تجدها هذه العبارات حيث تمعن التلاوة في إرث الحكماء..
وتُئُوِّلُ نقش المفكرين, والمتأملين..
تجدها حيث تغذُّ تفكُّرا في تقلب أطوار الأحياء..
وتقف على ما في من أطوارهم من خواء, أو داء, أو غوغاء..
فتنيخ عندها..
ترخي خطام حسرتك..
تشعل نار مقارنتك..
وتبصر وجهي المفارقة:
الموجود والمفقود ..
فتذهب إليها ما ذهب الصادي لمورد ماء!! ..
ولعلك أن تكون أنت أحد من يبتكرها تلك العبارات, فتودعها سفر التراث !!..
***
***
التالية عبارة باقية لأحدهم:
«استعينوا على الكلام بالصمت, وعلى الاستنباط بالفكر»..