محمد المنيف
الإنجاز الثقافي والإعلامي الذي قام به وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد كأحد ثمار الزيارة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا، بتأسيس مكتب إعلامي سعودي في موسكو، الهدف منه إضفاء مزيد من التواصل والتبادل الثقافي وتعميق أواصر العلاقات والحوار بين البلدين، أجزم أن هذه الثمرة والانجاز سيحقق الكثير من سبل وصول حضارتنا الحديثة بكل تفاصيلها وميزاتها التاريخية ومنابع إرثها الديني وقيمها المجتمعية إلى أعين العالم، كما أجزم أيضاً أن معاليه وبما يتمتع به من حس وطني ووعي ببعد نظر حكومتنا الرشيدة سيسعى إلى تحقيق خطوات أخرى لتأسيس مكاتب مماثلة في كل عواصم العالم للتعريف بما تعيشه المملكة من نهضة حديثة في كل نواحي الحياة امتدت خيراتها إلى كل محتاج في العالم يسعى الأعداء لحجبها، لتصبح تلك المكاتب بمثابة الجسور في مقدمتها الإعلام الذي سيعبر بالوطن إلى الآخرين صور ومشاهد وشواهد يعتز بها الصديق وتغيظ العدو، هذه الخطوة أيضا ستعود للثقافة بالكثير من التواصل إذا اعتبرنا أن الثقافة بكل روافدها والفكر بكل اختصاصاته أحد عناوين الحضارة السعودية ينافس عطاء المبدعين فيها أقرانهم في كل دول العالم، وإذا علمنا أن الفنون التشكيلية إحدى روافد الثقافة فقد أسهم الكثير من الفنانين التشكيليين بجهودهم الخاصة متحملين الكثير من الصعاب للوصول إلى العالم لتقديم فنونهم بهويتها الوطنية دون معين أو جهة تسهل السبل المتمثلة في مكاتب لوزارة الثقافة باعتبارها الجهة المعنية بهذا الفن وغيره من الإبداعات الوطنية بكل تخصصاتها، فتعرضت الفنون التشكيلية السعودية بهذا الغياب لمكاتب الوزارة إلى الكثير من المواقف منها تلقي الفنانين دعوات من جهات مجهولة يحتاج الفنانون إلى مرجعية تؤكد مصداقية وضمان التعامل معها، وكذلك وجود معارض أخرى لبعض الفنانين السعوديين تحمل اسم الوطن لم تكن موفقة في تمثيله نتيجة اعمال تحتمل التأويل العكسي وبأعمال أقل من أن تنسب لما تحقق للفن التشكيلي السعودي من مستوى وخبرات.
إذًا وبالأمل المستقبلي بتأسيس مثل هذه المكاتب، حتما ستكون بمثابة صمام أمان ينظم الأنشطة ويشرف عليها بدءا من وكالات الشئون الثقافية في الوزارة واستكمالا في تلك المكاتب.