سعد الدوسري
لا شك أنّ عام 2017، هو البداية الحقيقية، وليست الإنشائية، للتحول وللرؤية. ولقد طوتْ بلادنا بهذه البداية مرحلةً عمرها 40 سنة، اجتهدتْ خلالها أن تفرض الوسطية كمنهج حياة، لولا تيارات التطرف التي كانت تصر على وسم المملكة بسمة العنف وتصفية الآخر. ومع ذلك، فلقد قدّرَ العالمُ كله اجتهاداتنا، إذ كان يلمس المنجزات الإنسانية للسعوديين، في كافة المجالات العلمية والأدبية والفنية، والتي لا يمكن أن ينجزها المتشددون الرافضون للإبداع.
في المرحلة السابقة، كان هناك من يعتمد أسلوب التخويف في تربية الأطفال والفتيان والفتيات، لكي يضمن أنّ الجيل الشاب يرتهن له بالإتباع والطاعة. ويرتكز هذا الأسلوب على نشر الأخبار غير الصحيحة عن الشباب والشابات، وبث أشكال العقاب الشديد المحتمل لهم، وتصويرهم كأعداء للدين والأخلاق والقيم. ومع أنّ البعض كانوا يعون هذه الفبركات ولا يلقون لها بالاً ويحذرون المجتمع منها، إلاّ أنّ الأغلبية انجرفت وراءها، ظناً منها أنها تنطلق من أساس ديني صرف.
اليوم، يحاول نفس التيار سحب الأضواء التي انسحبتْ عنه وتوجّهتْ لبرامج الفرح والبهجة والاستقلالية، مستخدماً نفس الأسلوب القديم، بأن يبث أخباراً وصوراً تخوّف الناس من هذه البرامج، وتخلق نهايات مفترضة لها، نهايات تثير الضحك والسخرية. وكما فشلوا سابقاً، سيفشلون حالياً، وسيستمر المجتمع نحو النور.