د. عبدالرحمن الشلاش
أصحاب الفكر المشبوه ومن يحملون أجندات محددة كانوا ومازالوا يعتبرون الإعلام السعودي وخاصة الصحافة خصمهم الأول. لسنوات طويلة كان ما يطرح من مقالات وموضوعات الشغل الشاغل لهم. في منتدياتهم ومجالسهم وفي خطبهم ومواعظهم كان همهم الأول الرد على ما يطرح وتصويره بأنه نتاج فكر العلمانيين واللبراليين المسيطرين على الإعلام، وأنهم يهدفون لهدم قيم المجتمع وإفساد أخلاقه، ونشر الرذيلة بين أفراده وبالتالي حرب الله ورسوله!
السؤال هل سبب كره أصحاب تلك التوجهات والفكر المنحرف للإعلام السعودي ديني أو وطني؟، إذا كان ما يضمرونه للإعلام وما يطرح فيه ديني أو وطني فلماذا لا يكرهون مثلا الإعلام الغربي أو الشرقي؟ لماذا لا يقفون ضد الأبواق المأجورة التي تحارب بلادهم ليل نهار؟ لماذا لا تثور ثائرتهم على من يطالب بتسييس الحج، ولماذا لا يقفون ولو للحظة مع جنودنا البواسل في الحد الجنوبي في مواجهة الحوثيين؟ ولماذا لا يبادرون إلى فضح إيران ومخططاتها في المنطقة إذا كانوا يحبون بلادهم ويخافون عليها؟ ثم ماذا عن صمتهم عن حكومة قطر بعد كشف كل الحقائق الدامغة حول نظام الحمدين ودعمه الدائم للإرهاب؟
الأمر بالتأكيد ليس له علاقة مباشرة بالدين فمثل هؤلاء لا يتورعون عن استخدام الدين غطاءا لحركيتهم وتوجهاتهم غير المعلنة وبالتالي يجيشون الناس للوقوف ضد الإعلاميين بتشويه صورهم واعتبارهم معاول هدم. أما الوطن فقد أعلنوا أكثر من مرة معاداتهم للوطنية ومن يدعو إليها، لذلك يظل السؤال لماذا يكرهون الإعلام السعودي؟
الإعلام السعودي ومنذ عقود وهو يحمل هم التنوير، والدفاع عن مشكلات المجتمع، وتبني القضايا الوطنية بطرحها أمام المسئولين لحلها، والمطالبة بحقوق المرأة في الحياة الكريمة بمناقشة مشكلات بطالتها، والمشكلات التي تحد من حركتها وحريتها الشخصية، والقضايا المرتبطة بها مثل الطلاق والتحرش وغيرها.
الحركيون والذين انتشروا في مواقع التواصل منذ ظهورها يجيشون الأتباع للوقوف بشراسة ضد الإعلاميين السعوديين وما يطرحونه.
السبب هنا أن الإعلام السعودي بما يطرحه أصبح خطرا داهما عليهم حيث كشفهم وعراهم وأثبت خبثهم وحذر من خطرهم من خلال متاجرتهم بالدين، وعملهم مع جهات خارجية معادية، كما أن الإعلام السعودي قد نجح وبجدارة من خلال صدور كثير من الأوامر الملكية والسامية والقرارات التي حققت ما طالب به الإعلام منذ زمن, وهذا ما زاد من حنق كثير من خلاياهم المندسة إلى يومنا هذا.