عبدالواحد المشيقح
بإعلان الأمير خالد بن عبدالله الابتعاد عن الوسط الرياضي .. سنفتقد شخصية رياضية لها ثقلها .. ورمزاً من الرموز الرياضية التي يُشار إليها بالبنان .. ورياضياً من طراز فريد .. حين أخذ موقعه لاعباً في فريق الأهلي .. ثم تعددت مناصبة في النادي إدارياً .. وبعدها رئيساً لمجلس الإدارة .. إلى أن أصبح رئيساً لهيئة أعضاء الشرف .. وشرفياً داعماً .. لا أعتقد أنّ هُناك من يُجاريه في دعمه .. ليس في الأهلي فحسب بل على مُستوى الأندية السعودية كلها ..!
والرمز الأهلاوي الكبير .. يحظى بمحبه الجميع .. لأنه صديق لهم .. يُقدرهم ويحترمهم .. حتى الذين يختلفون معه في الرأي .. لا يُصادر رأيهم .. ولا يحمل ضدهم .. ويتقبّل النقد دون أن ينال من أحد .. ولذا ظل محل احترام وتقدير وثناء كُل من عرفه أو تعامل معه .. وتجاربه الطويلة لاعباً وإدارياً وشرفياً على مدار أربعين عاماً .. مكّنته من أن يجعل الأهلي واحداً من أفضل الأندية إدارياً وتنظيمياً .. وكان مدرسة في نجاحه في التعامل مع كُل الأحداث التي واجهت النادي .. فالأهلاويون يجدونه تحت أي ظرف .. ولا يتوارى إطلاقاً عندما يتعرض الأهلي لأي أزمة أو مشكله إدارية ومالية .. فهو مدرسة تعلّم منها البقية .. تعلموا من خبرته وذكائه ووفائه ودعمه وعشقه .. وحكمته في كافة المواقف ..!
يكفيني الإشارة لاسمه .. كي نعرف مدى النجاح الذي لازمه طوال مسيرته .. ويكفي ذكر اسمه .. لنعلم أنه نافس نجوم اللعبة في شعبيتهم وجماهيريتهم .. يكفينا أن نقول خالد بن عبدالله .. ليبرز أمامنا نموذجاً صادقاً لرسالة النادي الحقيقية في المُجتمع ..!
ردود الفعل التي لمسناها في ابتعاد سموه .. جميعها كانت تُعبر عن حُزنها في ابتعاده .. فهذا الرجل الرائع لا تملك إلا أن تحترم تاريخه وإنجازاته وجهده .. لناديه الذي منحه وقته وماله .. ومنحه العشق كله .. حتى جعلته رمزاً من رموز رياضتنا السعودية التي نفخر بها ..!
ليس الأهلاويون .. هُم فقط من حزنوا على ابتعاد قامة رياضية مثل خالد بن عبدالله عن الوسط الرياضي .. فالكُل حزين على ابتعاده .. وشخصياً كُلي ثقة بأنّ سموه وإنّ أعلن تركه الوسط فهو لن يكون بعيداً .. فلم نعرف ذات يوم أنّ عاشقاً ترك عشقه .. ولذا سيكون موجوداً كأب حنون لكافة الأهلاويين .. ولن يتخلى عن كيان .. عمل من أجله الشيء الكثير حتى وصل لما وصل إليه .. وكُل أهلاوي لاعباً وإدارياً وفنياً وشرفياً .. يتعشّم من الرمز أن يأخذ بيدهم .. والشد من أزرهم .. وإرشادهم للطريق الصحيح .. !
من الحلم إلى الواقع ..!
لم يكن قلة المردود المادي .. وتواضع الإمكانيات .. إلاّ دافعاً لمحبي نادي التعاون ورجالاته .. كي يعملوا لناديهم بكل إخلاص .. ويكون شملهم مُلتماً حول التعاون .. والتفكير بجعله نادياً جاذباً .. والتخطيط بفكر سليم للمستقبل .. ولذلك نجح التعاونيون في قيادة ناديهم .. وجعله مضرباً للمثل عند كافة الأندية ..!
وإذا كان للتعاون مصادر القوة التي ساعدته .. وقوّت عزائمه .. مثل جماهيريته الكبيرة .. والتفاف مُحبيه .. ودعم شرفييه .. فإنّ المُعضلة التي كانت تقف ضد تحقيق طموحاته .. وتُعيق تطوره .. عدم وجود مُنشأة رياضية .. فالتعاونيون كان لديهم القُدرة الكافية على مُواجهه كافة التحديات والصعاب التي واجهتهم .. عدا مُشكلة المُنشأة .. عجزوا عن تجاوزها ..!
فأنت تُصدم وأنت تُشاهد نادي التعاون أحد أكبر الأندية جماهيرية على مُستوى المملكة .. وأكثرها بالقصيم .. ظل كُل هذه السنوات الطويلة .. دون مُنشأة .. تُساعده على النجاح بصورة أكبر .. ومنشأة تحتضن غالبية شباب ورياضيي منطقة القصيم ..!
مشروع مُنشأة التعاون انتظره التعاونيون طويلاً .. فهو حلمهم الذي سيُصبح واقعاً بعد افتتاحه اليوم بشكل رسمي .. فالمشهد سيكون جميلاً .. وأنت ترى أكبر الأندية القصيمية جماهيرية وإنجازات .. يملك مُنشأة بمواصفات عالية ..
.. ستكون طريقاً جديداً لمُستقبل أكثر إشراقاً لهذا النادي العريق ..!
من عاصروا مراحل التأسيس .. يعرفون مُعاناة التعاون على مدار أكثر من 60 عاماً .. ويتذكرون ضنك البدايات .. يعلمون جيداً أنّ التعاون عاش في أربعة مقرات تصلح لكل شيء إلا أن تكون مقراً لنادٍ يحتضن الآلاف من شباب ورياضيي القصيم .. وحتى الجيل الحالي يتذكر جُزءاً من الماضي ( البعيد ) الذي حدّ من طموح ناديهم .. ولمسوا الوضع الصعب الذي عاشه ناديهم .. قبل أن تكتمل فرحتهم اليوم ..!
مبروك لكل التعاونيين افتتاح مُنشأتهم .. مبروك لكل رجالات هذا النادي الكبير .. مبروك لهم فرحتهم التي يستحقونها .. مبروك لمجلسه التنفيذي وأعضاء شرفه وجماهيره .. مبروك لكل من عمل على إنهاء المُنشأة .. وشكراً لكل من كافح وسهر وتعب .. ليجد الحلم التعاوني قد تحقق ..!
وختاماً لابد من الإشارة .. للرعاية الكبيرة .. والدعم اللامحدود الذي تجده الأندية والرياضة السعودية من قِبل حكومة خادم الحرمين .. فتحققت الإنجازات .. وعمّت المكاسب .. وارتفعت راية المملكة في كافة المحافل الرياضية القارية والدولية .. فالقطاع الشبابي والرياضي .. هذا القطاع الحيوي الهام يحظى بدعم كبير من حكومة الملك سلمان وولي عهده الأمين .. فهذا الدعم هو الوقود الحقيقي للأندية .. ودلاله أكيدة على المكانة الكبيرة ( لشباب ) الوطن لدى قيادتنا الرشيدة .
وتحية إكبار لرئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ .. على جهوده والتعجيل في تسليم هذه المُنشأة .. فهناك مشاريع كُثر ( مُتعثرة ) لكن العبرة بمن يملك إرادة العمل الجاد .. وتشكيل الهيئة لجنة لحصر المنشآت المتعثرة والمشاريع المتأخرة ومعالجة ذلك خلال شهر .. كان عملاً جاداً .. ساهم وسيُساهم في تسليم بقية الأندية مُنشآتها ..!