عثمان أبوبكر مالي
انتهى أمس الثلاثاء أول تجمع للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بعد وصوله إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، في مستهل مشوار برنامجه الطويل، للإعداد للمشاركة في (مونديال موسكو) أدى اللاعبون خلاله مباراتين وديتين أمام منتخبي جامايكا وغانا..
بغض النظر عن نتيجة المباراتين، فإن التجمع قدم مبشرات مهمة ومؤشرات جيدة، للمتابعين والجماهير عن المرحلة القادمة للأخضر في ظل (التغيير الكبير) الذي سبق التجمع؛ تغيير الجهاز الفني بعد أن تولى قيادته (الأرجنتيني) باوزا عوضًا عن سلفه (الهولندي) مارفيك، مما يعني تغييرًا وتحولاً من المدرسة الأوروبية إلى المدرسة اللاتينية أو مدرسة أمريكا الجنوبية، وتغييرًا في الجهاز الإداري بعد أن أصبح بإشراف الكابتن ماجد عبدالله ومساعده الكابتن عمر باخشوين.
مرحلة المنتخب القادمة نتطلع إلى أن تتماشى مع مفهوم التغيير وأهدافه في المجال الرياضي ـ وأي مجال آخر وهو عادة الانتقال إلى وضع جديد ومختلف، وهذا يحدث عندما يكون التغيير، حقيقيًا وعمليًا، مدروسًا وموجهًا لتحقيق أهداف (إضافية) أخرى أكبر وأهم وأعمق، تتطلب تبديلاً أو تطوير الأفكار والبرامج والخطوات وأسلوب العمل، وهو ما أرى أنه بدأ من التجمع الأول ومعسكر جدة.
التغيير الأهم في التجمع الأول ظهر واضحًا جدًا في الأسماء التي تم استدعاؤها، كأول قائمة لباوزا في مشواره الطويل المنتظر، بعد أن بلغ نسبة الأسماء الجديدة التي يتم استدعاؤها لأول مرة إلى قائمة المنتخب (الكبير) أكثر من 30 في المائة وهذا أمر لم يحدث من قبل إطلاقًا في أي قائمة مع مارفيك (المعلبة)، وتضمنت القائمة عودة بعض الأسماء الموهوبة التي (أبعدت) طويلاً، إضافة إلى مشاركة لاعبين من مواليد المملكة، وهو حدث يحصل لأول مرة في تاريخ المنتخب، وضمت القائمة أيضًا لاعبين من خارج الأندية الكبيرة، وتحديدًا الاتفاق والقادسية والتعاون والفتح والباطن والفيحاء.
المنتظر أن متغيرات التغيير في الأخضر ستتوالى لاحقًا للاستفادة من الأشهر الطويلة وأن تشمل كل البرامج من معسكرات ومباريات والكيفية العملية في الاستفادة من أيام الفيفا، في المرحلتين المنتظرتين، قبل قرعة المونديال وبعدها، وليبصم البرنامج على أن التغيير كان عمليًا ومدروسًا ولم يكن (أبدًا) تغيير لمجرد التغيير.
كلام مشفر
« نتفاءل كثيرًا بحصاد التغيير في الأخضر رغم عدم (الإعلان الرسمي) عن برنامجه أو المعسكرات والمباريات التي سيخوضها وكيفية الاستفادة من أيام الفيفا، في المرحلتين المنتظرتين، التي تنتهي الأولى منها في مستهل ديسمبر القادم؛ مع إجراء قرعة المونديال، لتبدأ الثانية بعد ذلك وبعد التعرف على المجموعات، وبالتالي تُبنى الخطوات والمباريات واختيار المباريات على المدارس والمنتخبات التي سيتم مواجهتها في النهائيات حسب المجموعة.
« في الوقت الذي ضمت قائمة (باوزا) للاعبين من خارج الأندية الكبيرة؛ لم تضم أي لاعب من فريق الاتحاد، وهو الذي يأتي في مقدمة الفرق الكبيرة، وذلك بالطبع لإصابة (البوردينج) فهد المولد، وهذه المفارقة المؤثرة، كأني بها تأكيد على صعيد التغيير، والأكيد أنها إعلان عن انتهاء مرحلة (المحاصصة) بين الأندية الكبيرة في استدعاءات للمنتخب.
« الأكيد أيضًا أنها تكشف عن (الفقر الفني) الكبير في صفوف الفريق الاتحادي، وهو أمر لا علاقة له بالعقوبات التي يعيشها وحرمانه من تسجيل اللاعبين، وإنما يكشف حاله ووضعه، فقبل التغيير وقبل باوزا، لم يكن في قائمة مارفيك سوى (البوردينج) خاصة في المرحلة الأهم من التصفيات النهائية.
« ومن واجب الاتحاديين الاهتمام بذلك ومناقشته مع المدرب سييرا وفي اختياراته وقناعاته، وإشراكه للاعبين الشباب، إِذ لا بد من إيقاف بعض (تخبيصاته) بإشراكه لاعبين (عاديين) وتجريبهم في مراكز ليست مراكزهم، وهم لم يفلحوا في مراكزهم وإهمال لاعبين شباب قدموا أنفسهم بشكل رائع، معه شخصيًا بعد أن منحهم الفرصة.
« ونحن ننتظر على أحر من الجمر (النتائج) لتحقيقات هيئة الرياضة بشأن ملف (التجاوزات) في نادي الاتحاد، هناك ملف مهم جدًا، أمل ألا يتم إغفاله أو نسيانه، إِذ لا أرى من يتطرق له، وهو ملف الكؤوس الضائعة أو (المسروقة) من النادي، التي لا تظهر في كل جرد يتم، ولا بد من كشف غموض هذه الكؤوس (الثمينة) وكيف خرجت ولماذا؟!
« يضاف إليها (نيشان الناظر) الذي يعد من أثمن وأغنى المقتنيات في تاريخ الاتحاد والرياضة السعودية، ويتحدث بعض من عملوا في النادي من قبل أنه معروف أماكن وعند من توجد الكؤوس والمقتنيات الثمينة، وهي من أملاك النادي ولا بد أن تعود.