سعد الدوسري
قبل أن تتضح صورة عمل الهيئة العامة للغذاء والدواء، كانت هناك اجتهادات متواضعة لكشف تلاعب محلات بيع المياه المكررة. ونظراً لسهولة الاستثمار في هذا المجال، إذ لا يحتاج الأمر أكثر من براميل مياه وفلتر قذر، فلقد كانت المياه المعبأة تأتينا من كل حدب وصوب، مع لاصقٍ ورقي على العبوة البلاستيكية، يوضح نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والفلورايد، وهذا كله «هلس في هلس» في نهاية الأمر.
ومع ازدياد الغش في هذا المجال، تدخلت جهاتٌ عدة، وتم إيقاف العديد من الكيانات التجارية العاملة في هذا المجال، من باب أن الغش في الماء قد يتسبب في كارثة تسمم، أو في أمراض خطيرة قد يكلف ميزانيات كبيرة. إلا أن الغش لا يزال على قدم وساق، على الرغم من الجهود المستجدّة لهيئة الغذاء والدواء في توضيح صلاحية بعض المياه للاستهلاك، وعدم صلاحية بعضها.
إن القضاء على ظاهرة المياه المعبأة غير الصالحة للشرب، تحتاج إلى تضافر جهود كافة الجهات ذات العلاقة: وزارة الصحة، الهيئة العامة للغذاء والدواء، وزارة التجارة والاستثمار، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الداخلية، النيابة العامة. الأمر يستحق مثل هذا التنسيق، فالماء ضرورة قصوى من ضروريات الحياة، ومعظم مكونات المجتمع لا تشرب سوى المياه المفلترة، والغش التجاري بلدوزر مخيف!