«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
التقى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بمقر المركز في الرياض أمس معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالملك المخلافي.
ورحب الدكتور الربيعة بنائب رئيس الوزراء اليمني وقال في كلمة له خلال الاجتماع الذي حضره عدد من المسؤولين: هذا المركز وجه بإنشائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ليكون مركزاً رائداً للعمل الإنساني وأن يعمل من خلال شراكات مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومطبقا للقانون الإنساني الدولي ملتزماً بالحيادية ومن يومه الأول التزم بهذه التوجيهات السامية الكريمة وعمل أول مشاريعه في اليمن الشقيق الذي تربطنا به روابط أخوية وأسرية واقتصادية منذ عقود من الزمن، وليس مستغرباً أن تكون المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول الداعمة للشعب اليمني.
وأضاف أن المركز خلال عامين عمل بكل حرفية ومهنية في كل مناطق اليمن واستطاع أن ينفذ العديد من المشاريع، حيث قدمت المملكة خلال عامين أكثر من 8 مليارات دولار مساعدات لليمن ولا زال المركز إلى هذه الساعة يقدم المشاريع التي تعدت 153 مشروعًا، مبينًا أن المركز ركّز على مشاريع كبيرة جداً تمس شريحة مهمة من الشعب اليمني وهم الأطفال والأمهات فأكثر من 80 مشروعًا كانت موجهة للأطفال وأكثر من 68 مشروعًا كانت موجهة للأمهات، وكذلك واجه المركز تحديات كبيرة من قبل المليشيات الحوثية أثناء العمل للوصول للمناطق المستفيدة خصوصاً التي تسيطر عليها المليشيات.
وأشار د. الربيعة إلى أن المركز واجه تحديات كبيرة في إيصال المساعدات الطبية عندما ازدادت حالات الكوليرا ورغم ذلك لا زال المركز يعمل بمهنية وساعد الشعب اليمني بتأهيل الأطفال الذين استخدموا من قبل المليشيات الحوثية كأدوات حرب ودروع بشرية، مشيرًا إلى أن أكثر من عشرين ألف طفل استخدموا كأدوات حرب ودروع بشرية، حيث بدأ المركز ببرنامج يعمل على تأهيل أكثر من 2000 طفل، مؤكدًا أن هذه المشاريع الضخمة التي يقوم بها المركز بالتعاون مع اللجنة العليا للإغاثة اليمنية يشهد على أهميتها شركاؤنا من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ومضى الدكتور الربيعة يقول: صدر منذ أيام بيان من الأمم المتحدة ونحن لا نستغرب هذا البيان فقط بل نتحفظ عليه لأنه اعتمد على معلومات نعلم أنها مغلوطة وصدرت من مكاتب للأمم المتحدة موجودة فقط في صنعاء، ونعلم أن هذه المكاتب تعتمد على موظفين محليين يتأثرون بالتوجهات السياسية التي قد تؤثر على مصادر المعلومة وكذلك تنعكس على البيان، وتضعف قوته وقدرته، مؤكداً أن شراكة المركز مع منظمات الأمم المتحدة العاملة معه في الميدان داخل اليمن وخارجه شراكة استراتيجية، مهيباً بها أن تعيد النظر في مصادر معلومة البيان وقال: إن مساعدة الأمين العام السيدة فرجينيا قامبا أكدت في لقائي معها أنه لا يوجد موظفون على الأرض في اليمن وإنما تعتمد على مكاتب منظمات الأمم المتحدة الموجودة في صنعاء.. هذه المعلومات في الواقع تضع هذا البيان تحت علامة الاستفهام لأن مصادر المعلومة في محل الشك، مؤملاً معاليه أن تقوم هذه المنظمات أولا بفتح مكاتب لها في مدن مختلفة باليمن لاستقاء معلومات صحيحة ومصادر متنوعة لضمان الحيادية التي تطالب بها الأمم المتحدة، خصوصًا مع وجود ترحيب كبير من الحكومة اليمنية للمنظمات لفتح مكاتب لها في مدن مثل عدن والحديدة وتعز وغيرها التي تحتاج إلى وجود هذه المنظمات.
وأضاف معاليه: إن البيان الذي صدر بخصوص الأطفال حوله ثغرات كبيرة جداً، لعدم وجود مصادر للمعلومة من خلال الوحدة المختصة بالأطفال في الأمم المتحدة لعدم وجود عاملين لديها في الميدان، هذه ثغرة نظامية كبيرة على هذا البيان، كما أنها تستقي معلوماتها من مكاتب صنعاء فقط، لعل هذه الملاحظات تصل للأمم المتحدة من خلال شركائنا لمراجعة آليات العمل والبيانات حتى تكون دقيقة وتعكس الواقع، مبينًا أن المركز مستمر في العمل الإغاثي والإنساني مع منظمات الأمم المتحدة.
وواصل الربيعة حديثه بقوله: التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومة الشرعية اليمنية الأكثر تعاوناً مع المركز بتسهيل وصول الشركاء من المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني اليمنية، والتحالف قدم الترخيص لـ14 ألف سفينة وكذلك القوافل البرية والجوية، ويتعاون مع المركز قوات التحالف لحماية المدنيين، فهناك 40 ألف موقع محمي من القصف يشكل شبه خطورة على المدنيين، وكذلك التحالف أنشأ وحدة ومكتبًا لحماية الأطفال في التحالف، ووحدة للتنسيق المدني العسكري ووحدة لتنسيق العمل الإنساني، كل هذه الجهود أغفلت وأخذ من تقارير مشبوهة من مكاتب في مدينة واحدة ربما تتأثر بالتوجهات السياسية.
وسأل معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الله سبحانه أن يعين المركز في تأدية الأمانة التي وضعت عليه وأن نستمر في دعم الأشقاء في كل المناطق وأن يعود اليمن للسلم والأمن والأمان.
من جانبه عبر معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني عن سروره بزيارته للمركز الذي يضطلع بدور مهم في رفع المعاناة عن الشعب اليمني، منوهًا عن تقدير الحكومة اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لأعمال المركز التي يقدمها بشكل متواصل ومشاريعه المتعددة التي أُنجزت وما زالت مستمرة والتي هي ضمن خططه المستقبلية.
وقال: المركز بمثابة المفخرة ليس على المستوى العربي فقط بل على المستوى العالمي، وهو أيضا تعبير عن نوعية العلاقات بين الأشقاء اليمن والمملكة العربية السعودية الذين يتشاطرون أرضًا واحدة وأصولاً واحدة وثقافة واحدة وتاريخًا واحدَا وهمًّا واحدًا تمثل ذلك بالدعم السخي الذي يقدم عبر المركز بحيادية وإنسانية لكل الشعب اليمني، هذا المركز دعم وأغاث كل مناطق اليمن، من صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون إلى أقصى منطقة في اليمن في المهرة وغيرها، مرورا بكل المناطق وفي مختلف المجالات.
وأضاف معاليه: تعددت مشاريع المركز وقدم نموذجاً عالياً لمعنى العمل الإنساني بحيادية يشهد بها الجميع ولقد التقيت مع ممثلي منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة ومنظمات دولية وأهلية، جميعهم يشيدون بعمل هذا المركز وحياديته وشمولية تغطيته لمختلف الجوانب، حتى من يحاول أن يتغافل دور المركز تواجهه الأرقام والحقائق التي تحوّل هذا التغافل إلى موقف ربما متعمد يفضح صاحبه سريعاً، المركز على مدى الفترة الماضية ومنذ إنشائه بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حقق الكثير وأصبح له حضور على الأرض وحضور عالمي من خلال هذا الدور.
وبين أن التحالف العربي قام بالإفراج عن كل الأطفال الذين تم القبض عليهم في الجبهات وسلمهم لليونسيف وأسرهم ومن المؤسف أن بعض تقارير الأمم المتحدة لا تشير لهذا كإنجاز أو ينسبونه لأنفسهم، هذا يدل على أن بعض العاملين في الأمم المتحدة يريدون أن يسيسوا الأمر أو يبحثوا عن وظائف في عملهم أكثر من أن يخدموا الأطفال أو الإنسانية.
وتابع معاليه يقول: إن من الحق والإنصاف ليس بالضرورة ما يخرج عن بعض هذه المنظمات، نحن مع إنهاء هذه الحرب التي أشعلها الحوثيون، لدينا تعاون واتفاقيات مع الأمم المتحدة لدخول السلع ولا يوجد إعاقة. وطالب الأمم المتحدة أن تلتزم بمبادراتها وقراراتها وهي تتصرف بمركزية وتتعامل مع اليمن من خلال صنعاء فقط، وقال: طالبنا بأن تكون مكاتبها في عدن وأن تعمل بلا مركزية في الإغاثة، وهذا من مظاهر الخلل في هذا الجانب الذي لا تتحدث عنه القرارات الأممية. مختتماً: نتعامل مع الأمم المتحدة ونحترمها ولسنا في خصومة مع الأمم المتحدة لكننا نوضح عندما تحدث أخطاء فردية من بعض العاملين فيها.