بريدة - عبدالرحمن التويجري:
نوّه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بريادة المملكة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى إنشاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
-أيده الله- للمركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال» يؤكد دور المملكة في مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف بأشكاله وصوره كافة، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، والتصدي لتيارات الغلو والتطرف، لافتاً إلى أن إنشاء هذا المركز ثمرة للتعاون الدولي في مواجهة الفكر المتطرف المؤدي للإرهاب، ليكون درعاً واقياً وحصناً منيعاً يحفظ للأمة المسلمة مكتسباتها وثرواتها وشبابها، وحث سموه وسائل الإعلام المختلفة والمثقفين وكتاب الرأي على التصدي للحملات الإعلامية المغرضة والشرسة والمكشوفة التي تواجهها المملكة لزعزعة استقرارها، كونها الأكثر استقرارًا في منطقة مضطربة، لافتاً إلى أن الحملات الإعلامية التي تتعرض لها ليست نقداً موضوعياً وإنما تحاملاً على نهجها الإسلامي وتلاحم الشعب مع القيادة، منوهاً بالجهود التي تبذلها الدولة والتي وقفت من خلالها بشكل حازم في وجه أساليب الافتراءات ومحاولة تشويه صورة المملكة عند المجتمع الدولي.
ودعا سمو أمير منطقة القصيم الإعلام السعودي بمختلف أنواعه أن يفعل دوره ويضاعف الجهد في التصدي للحملات الإعلامية التي تتعرض لها المملكة، وأن يوظف المعلومات الحقيقية كافة ويتيحها للرأي العام العربي والعالمي، ويوضح افتراءات هذه الحملات على المملكة وجهودها الكبيرة في مختلف المجالات، مؤكداً أن على الإعلام مسؤولية في هذه المرحلة الحرجة للتصدي للحملات الموجهة ضد المملكة من وسائل إعلام دولية جندت كل طاقاتها وإمكاناتها للهجوم على المملكة ومحاولة تشويه صورتها، متخلية عن المصداقية الصحفية وممارسة أخلاقيات المهنة بتضليل ممنهج تمارسه ضدها، مشيراً إلى أن ما يقدمه الإعلام من تصدي للحملات الإعلامية الشرسة ضد المملكة جهود مقدرة، لكنها لا تكفي، ونحن بحاجة إلى عمل متواصل لا ردود أفعال، لافتاً إلى أن الفترة الحالية تتطلب ضرورة إيجاد وسائل إعلامية مسلحة بالحقائق السلمية لمكافحة الحرب الإعلامية ضد المملكة.
وبيّن الأمير فيصل بن مشعل أن بلادنا تواجه حملات إعلامية ممنهجة مغرضة، تقوم بها أقلام مأجورة وتقف خلفها أجندة خفية يسوءها الدور الريادي للمملكة تتطلب منا جميعاً التصدي لها، لافتاً إلى أن على رواد الفكر والثقافة والإعلام تفهم الحرب الإعلامية ضد المملكة من بعض الأقلام المأجورة التي تتربص بالمملكة والتصدي لها، وأن مسؤولية التصدي ليست ملقاة على عاتق الدولة وحدها، وإنما مسؤولية مشتركة بين الدولة وأفراد المجتمع، مؤكداً أن لحمة الشعب وتماسكه وتكاتفه مع القيادة أجهضت كل ما يحاك ضد المملكة من خلال حملات إعلامية تبنتها جهات مكشوفة هدفها تشويه صورتها.
وقال أمير القصيم: من المؤلم أن الكثير يتلقى رسائل أعداء الوطن المغرضة ويصدق محتواها ويسعى لنشرها دون التثبت من مصدرها وحقيقتها، وأن هذا ما يسهم في زعزعة المجتمع وخلخلة في نسيجه، خاصة ونحن نعيش في ظروف تتطلب منا وحدة الصف وجمع الكلمة وتعزيز الروح المعنوية والعمل خلف قيادتنا الرشيدة، وأن نفرق بين النقد البناء بهدف الإصلاح وبين جلد الذات والطرح السلبي المسيء للوطن، كما أن على المغردين بمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن يدركوا تفاوت وعي القراء بين مغرض وجاهل وواعٍ يدرك الأمور، حيث أصبحت وسائل التواصل اليوم ليست ناقلاً للخبر فقط وإنما صانعاً للحدث، كما أن الحروب في السابق كانت عسكرية، وأما الآن فحروب إعلامية مغرضة لهز ثقة المواطن بوطنه، وأن الإعلام المحرض إحدى أدوات الإرهاب وشحن النفوس لتقويض الأمن والسلام في الدول والمجتمعات.
جاء ذلك في كلمة لسمو أمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين مساء أمس الأول الاثنين بقصر التوحيد في مدينة بريدة، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة، ووكلاء الإمارة، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة، وأعيان المنطقة، الذي تناولت فيه «مواجهة الحملات الإعلامية ضد المملكة بين الهجوم والدفاع»، قدمها الدكتور عبدالله بن موسى الطاير، أكد فيها أن المملكة تواجه حرباً إعلامية، وعلى الإعلام دور مهم في صناعة الصورة الذهنية للمملكة والجهود التي تبذلها لمواجهة الآثار السلبية من تشويه صورتها من خلال الحملات الإعلامية المغرضة، لافتاً إلى أن سيادة المملكة خط أحمر، ولديها جيش من الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي يدرك حجم ما يحاك ضد وطنه وأمنه، مؤكداً أن انضمام القوة الناعمة إلى منظومة الأسلحة التقليدية الدفاعية أو الهجومية أدى إلى تغير مفهوم الاستهداف والتصدي، حيث إن الدول لم تعد بحاجة إلى الجيوش التقليدية لحماية أمنها الوطني، وإنما بحاجة إلى جيوش قادرة على التعامل مع المعلومات، التي تلعب دوراً مهماً في صناعة الصورة الذهنية لأي بلد من بلدان العالم.
وتطرق الدكتور الطاير إلى العوامل المؤثرة في صورة المملكة الذهنية منذ تأسيسها وأسهم الإعلام الغربي في تشويهها، مستعرض خمسة عوامل تؤثر بشكل مباشر في سمعة المملكة سلباً وإيجاباً وتكاد تنفرد بها المملكة، وهي الإسلام التي ينظر إليه الأوربيون أنه منافس للمسيحية مما سبب مخاوف القساوسة على العقيدة المسيحية، وما شنه الغرب من حملات ضد الإسلام باستخدام مصطلح «الإرهاب» وظهور عقيدة جديدة في الغرب تسمى الليبرالية الديمقراطية لمواجهة جميع الديانات.
وبيّن الدكتور الطاير أن العامل الثاني هو بدء دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية التي أخذت القوة بالدعم السياسي من الإمام محمد ابن سعود أمير الدرعية -آنذاك- مما هدد هذا التحالف مصالح الدولة العثمانية والبريطانية وأمراء ومشايخ القرى والهجر في نجد، لا من ناحية القوة العسكرية وإنما بقبول الناس للتحالف وإقبالهم عليه، وعندما أراد الملك عبدالعزيز استعادة الرياض ألصق الأتراك به نعت «الوهابية» خوفاً من سيطرته على شبه الجزيرة العربية، لتأليب الرأي العام عليه وتخويف المسلمين منه خاصة أن الدولة العثمانية كانت ترفع لواء الإسلام حينذاك.
وأشار الدكتور الطاير إلى أن النفط إحدى الصعوبات التي واجهت الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهو يضع اللبنات الأولى لصورة المملكة في الخارج، وبعد أن رفض أن يسند امتيازات التنقيب عن النفط لأية دولة ذات تجربة استعمارية واستبدل بريطانيا وفرنسا بأمريكا.
وبيّن الدكتور الطاير أن العامل الرابع هو أحداث 11 سبتمبر 2001م، التي شكلت منعطفاً خطيراً في العلاقات السعودية الأمريكية وازداد الخطاب العدائي في الإعلام الغربي حدة، ليصبح الدين والنفط ضمن أهداف القصف الإعلامي الذي لا يهدأ، كما أن حقوق الإنسان تعتبر من ضمن القضايا التي تنتقد فيها السعودية، وأجريت الكثير من الاستطلاعات حيث لخص ما يعرفه الغربيون عن المملكة بأن شعبها فاحش الثراء، ومتعصب وعنصري ضد المرأة، وغير متسامح مع بقية الأديان، كما أن أغلب ما تناولته الصحف الغربية في عام 2016، أن المملكة تتبنى الإسلام المتطرف «الوهابية»، وتستخدم ثرواتها لتصدير الوهابية والسلفية، وتشن حرباً ظالمة على اليمن.
وبيّن الدكتور الطاير أن العامل الخامس هو الرؤية السعودية 2017م، التي وضعت المملكة في المستقبل، وبذلك تحول الإعلام العالمي من الحديث عن الوهابية والسلفية إلى الحديث عن الرؤية والقوة السعودية القائمة والعزم على التغيير والتدخل بقوة لحماية أمن المملكة.
واختتم الدكتور الطاير حديثه بأن تدفق المعلومات بشكل مضلل يؤدي إلى نتائج خطيرة على أمن الدولة، لافتاً إلى أن المعلومات تلعب دوراً مهماً في الحروب التقليدية، وفي الوقت الذي تسجل فيه إنجازات على مستوى أمنها الداخلي وفي تعاونها الدولي في مكافحة الإرهاب فإنها تصور على أنها المتهم الوحيد بتصدير فكر الإرهاب وتمويله.
وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول أهمية التصدي للحملات الإعلامية التي تتعرض لها المملكة.