د.دلال بنت مخلد الحربي
في ظل التطورات السريعة التي يشهدها وطننا والتي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وما أدت إليه من تغيّرات كبيرة وإصلاحات جذرية، فإن المرء يترقب بشغف أن تمس هذه الإصلاحات والتطوير قطاعاً مهماً جداً، بل لعله هو أهم قطاع في كل أنحاء العالم، ألا وهو التعليم الجامعي والعالي.
وأنا أقصد ما أشرت إليه عندما أقول الجامعي والعالي فأنا أعنيهما تحديداً، فإن كان التعليم بشكل عام يحتاج إلى إصلاح، فالجامعي والعالي منه أشد إلحاحاً في النظر فيه.
فهناك على المستوى العالمي تطورات كبيرة لأنظمة التعليم الجامعي مست التخصصات المعروفة وتم استبدالها بتخصصات تحتاجها أمة تلك الدولة أو الأمم، فالمراقب يرى أن جامعاتنا تعيش أجواء الثمانينات الميلادية حتى اليوم، مع غياب واضح لظهور تخصصات المسار الحديث الذي ينعكس على العالم بأكمله.
والجانب الآخر الذي أشرت إليه هو التعليم العالي فهذا الجزء من التعليم هو الأخطر والأهم لأنه هو الذي يقرِّر الدراسات والبحوث والتجارب التي تصب في تطوير الوطن الذي تنتمي إليه، وتسهم في تطوير الإنسانية بشكل عام.
نحن في حاجة إلى تعليم عال يركّز على البحوث والدراسات، ويغدق عليها إغداقاً كبيراً على نحو منضبط، وليس ذلك الإغداق الذي لا ينتج عنه شيء سوى إضاعة المال.
نحتاج في هذه المرحلة للاهتمام بالكيف والنوعية، وليس بالكم، ونحتاج إلى تكوين أساتذة على نحو مميز مستفيدين في ذلك من تجارب الأمم الناهضة شرقاً وغرباً.
ونحتاج لمسؤولين في هذه الجامعات يدركون أهمية الأجهزة التي يتولونها، يخرجون من عباءة التقليد، ومن عباءة (البرستيج) وهؤلاء قد لا يأتون عندما ينصب الاختيار على من يملكون هذه القدرات والمؤهلات العلمية.
هذه الآراء والأفكار لا يأتي تطبيقها إلا من خلال ورش عمل يشارك فيها المخلصون والقادرون على العطاء بتجرّد، والمحبون لأوطانهم الذين يدركون أن التعليم الجامعي والعالي هما مفتاح تطوير الأمم ودفعها إلى الأمام، وأن تكون مواكبة للتوجهات العالمية في كافة المجالات.