م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- يدعي البعض حب الوطن والتضحية بالنفس لأجله.. ولكن لا تملك إلا أن تتساءل: هل هم صادقون؟
2- إذا كان أحدنا أداؤه الوظيفي ضعيفاً لأنه كسول. وهو لا يزيد على أن يكون أحد أعضاء حزب البطالة المقنعة.. فكيف نتوقّع منه أن يضحي من أجل وطنه وقد أهدر حقوقه؟
3- وإذا كان يقود سيارته وكأنه في ساحة حرب.. ولا يمانع من السطو على حقوق الآخرين في الطريق ويرى فيما يفعله مهارة!.. فكيف يضحي للوطن وقد سطا على حقوق أبنائه؟
4- إذا كان يفتخر بصورته وأمامه المئات من الضبان أو الآلاف من العصافير موثقاً بفخر أن ذلك هو قنص اليوم!.. كيف يحب وطنه من يقتل كل نفس حية تجول على أرضها.. ويسيء معاملة من لا يستطيع أن يدافع عن نفسه؟
5- وإذا كان يبتهج بالرسائل المحبطة الكاذبة التي تُشِيع الفرقة وتدعم الطائفية ويعيد إرسالها!.. فكيف يُضحي للوطن من يُسهم في زعزعة الاستقرار والأمن في وطنه؟
6- وإذا كان يتحزَّب ويتعصّب لمذهبه أو قبيلته أو منطقته ويرى أنهم الأحق والأجدر بخيرات الوطن والباقون ليس لهم حق!.. فكيف يضحي للوطن من هو طائفي عنصري متعصب؟
7- وإذا كان يعتبر طرقات وطنه مكباً لنفاياته.. فلا يتوانى عن إلقاء العلب الفارغة أو مناديل الورق أو محتوى طفاية السجائر في الطريق ويراه فعلاً عادياً!.. فكيف لمثل هذا أن يضحي من أجل وطنه؟
8- وإذا كان يرى الأملاك العامة حقاً عاماً.. له أن يتلفه ويعبث به أو يسرقه!.. فكيف يُضحي للوطن؟
9- الحب ليس كلاماً، بل فعل وأداء وممارسة.. الحب إضافة وحماية ورعاية.. الحب خوف على المحبوب وحرص عليه وإيثاره على النفس وليس تعدياً على حقوقه.
10- أخيراً: كيف نزرع المواطنة وحب الوطن في النفوس.. وأيهما أكثر تأثيراً على شخصية الفرد وهويته وثقافته: الحكومة أم ثقافة المجتمع المتراكمة؟.. لا شك أن الإنسان ابن بيئته لكن أي جهد منظم يمكن أن يؤثّر في ثقافة الفرد.. وهذا الجهد المنظم لا يتحقق إلا بتضافر الجهود.