د.عبدالعزيز الجار الله
ترسخت لدى البعض الصورة النمطية لقطارنا الرياض الدمام الأحساء: عربات حديدية صلبة وأصوت وأزيز العربات وبطء في الحركة وعدم دقة في المواعيد وانتظار وطول في ساعات السير، استمر لأكثر من (50) سنة واستمرت ثقافة القطار السعودي سائدة بكل انطباعاته وتقليديته مع أنه شهد في السنوات الأخيرة تحسينات وتطوير، لكن الانطباع النمطي استمر ولم يفارق مخيلة المسافرين حتى للذين سافروا إلى مدن عالمية وحديثة تقوم على شبكات القطارات تحت الأرض وعلى سطحها، فالانطباع باقٍ سائدًا ويعيدنا لقطار الدمام القديم.
هذا إحساسي الأولي عندما دعيت لجولة على محطة قطار الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) ورحلة إلى محطة القصيم برفقة مدير التسويق والاتصال في شركة سار الاستاذ سليمان الخويطر، كانت محطة الرياض صدمة إيجابية مدهشة لأنها تتفوق على بعض المطارات من حيث البناء المعماري والتجهيزات والخدمات، وقطار شركة سار السعودية من القطارات ذات التصاميم الحديثة وبمواصفات عالمية، وجودة عالية وراحة في المقاعد والمرافق العامة، وهي مماثلة للقطارات العالمية والشركات الكبرى التي تعمل في دول العالم ولها خبرات طويلة في عمل القطارات.
دون أدنى شك من يزور أو يقوم برحلة من الرياض - المجمعة - القصيم سيشعر أن حدثًا حصل في خدمة النقل الداخلي لأنه سيتعرف على قطار بجودة عالية وزمن مناسب مقابل الراحة التي يلقاها من عناء طرق الإسفلت أو إجراءات الطيران ومواعيدها والمفاجأة، فنحن أمام نقلة بعد أن يكتمل خط قطار الشمال - الجنوب بتعدد مساراته سيكون الخط الدولي الذي تربط محطاته: رأس الخير - الجبيل - الدمام - الرياض - سدير - المجمعة - القصيم - البعيثة - حائل - الجوف - حزم الجلاميد - البسيطا - القريات - الأردن.
لنقل الركاب والبضائع والمعادن ومنتجات البترول والبتروكيماويات، وربط مناطق المملكة: الشرقية والرياض والقصيم وحائل والجوف بمسار واحد، وهذه المناطق توجد بها كثافة سكانية، وموانئ بحرية وبرية نتيجة تجارة وبضائع الخليج العربي وبحر عمان، ونقل المعادن من وسط وشمال المملكة من المعادن الصلبة مثل الذهب والأحجار الكريمة والفوسفات، ومعادن البوكسايت والكبريت وغيره، كما توجد بها أهم وأكبر آبار النفط والغاز، والمدينة الصناعية بالجبيل والمصانع البتروكيماويات، لذا يعد هذا الناقل البري أكبر الناقلات بالمملكة.