جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا، زيارة تاريخية في العلاقات السعودية الروسية، حيث هناك فرص كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لـ«رؤية السعودية 2030».
حيث جاء في كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز التي ألقاها في جلسة المباحثات الرسمية، التي عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، عن علاقات السعودية بروسيا وكذلك تطرقه إلى عدة ملفات إقليمية ودولية، وشدد ملكنا على أنّ المجتمع الدولي «مطالب اليوم بتكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله»، ودعا إلى ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم، وأكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني والقرار الأممي في هذا الشأن.
وفيما يخص الأزمة السورية، قال الملك سلمان: «إننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف1، وقرار مجلس الأمن رقم: 2254، وكذلك إيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ولم ينس العراق حيث أكد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية، ودعا ملكنا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينغا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم. لله درّك يا سلمان السلام نعم هيبة ملك من ملك السلام الذي حمل همّ الجميع والدول كانت فلسطين في حديثه وسوريا واليمن، متّعك الله بالصحة يا ملك الشعب، سعي للسلام والاستقرار من قلب ملك عرف معنى ذلك، نسأل الله لك التوفيق وأن يحفظك لشعبك الذي أحبك ويأتمر بأمرك.
نعم لا ننسى كذلك دور ولي العهد عراب الرؤية في جهوده وسعيه لتحقيق السلام في المنطقة، حيث كان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قد زار موسكو أواخر مايو الماضي والتقى الرئيس الروسي وفتح معه العديد من الملفات، بما في ذلك ملف التعاون متعدد الأوجه. نعم نفتخر بك لأنك بالفعل حققت الشيء الكثير، لله درّك يا نجل سلمان كلنا آمال وطموحات أن تولى هذه الجهود بالتوفيق وأن تحقق الأمن والأمان في دول المنطقة، لأنّ ما تفعله السعودية يفوق الخيال. في نهاية مقالي هذا دعواتي من القلب لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، بأن يجعل ما تقدموه في موازين أعمالكم، وأن يكلل الجهود بالتوفيق، وأن تحقق بلادي ما تصبو إليه من عزّة ورفعة وتمكين .. حفظ الله ملكنا وولي عهده الأمين.
** **
- غدير الطيار