أ.د.عثمان بن صالح العامر
قبل أيام معدودة احتفل الوطن الغالي المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بيومه التاريخي الذي سجّل فيه الإمام البطل والقائد الفذ أروع ملحمة في التاريخ الحديث، تذكرنا جميعاً بكل إجلال وإكبار جلالة الملك المؤسس الباني للمملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، أعاد الوطن بجميع شرائحه وأطيافه شريط الذكريات منذ لحظة الميلاد لهذا الكيان العزيز وحتى تاريخه.
* واليوم يسجل التاريخ حدثاً تاريخياً مميزاً، ويرصد الكاتب والإعلامي والمؤرخ تفاصيل زيارة أول ملك سعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا، نتابع ونرى كيف يكون استقبال العظماء حين يعزف السلام الملكي السعودي في بلاط الكرملين، نقرأ ونرقب إبرام صفقات واتفاقات مذهلة بين الجانبين وسيكون لها أثرها المستقبلي بإذن الله، ويشاهد الكل تتويج ملك العزم والحزم سلمان العز شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة موسكو الشهيرة، الأمر الذي يدلل ويبرهن للعدو قبل الصديق على الثقل والوزن الحقيقي لبلادنا النايفة المتميزة التي أعادت رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد، وأثبتت للقوتين العالميتين- فضلاً عن غيرهما- من نحن حين نكون دعاة سلم، وكيف نكون عندما تضطرنا الظروف لوضع الإصبع على الزناد.
* وفي ذات الوقت وباللغة نفسها وعلى ذات الخطى التي سنّها المؤسس- رحمه الله- وجددها الملك سلمان رجل السلم والحرب- أمد الله في عمره وحفظه ورعاه- يسير نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ليجتث هنا في العاصمة الرياض فلول الإرهاب ويتتبعهم في جحورهم فيفشل مخططاتهم الإجرامية قبل تنفيذها، ويئد ظنونهم الفاسدة ونواياهم الباطلة داخل نفوسهم النتنة الشريرة، ليسجل لنا صفحة جديدة في السجل العالمي لمحاربة الإرهاب عنوانها: (اكتشاف السعوديين الجريمة الإرهابية قبل وقوعها، ومباغتة الإرهابيين من حيث لم يحتسبوا) وهو- وفقه الله وسدد خطاه- ماضٍ بخطوات حثيثة لتحقيق رؤية المملكة 2030 .
إننا بفضل الله عز وجل ثم في ظل القيادة العازمة الحازمة نملك مفاتيح القوة في العالم المعاصر، فهناك عقول تفكر وتخطط وترسم استراتيجيات المستقبل الواعد، وفي ذات الوقت أيدٍ تبني وتشيد وتطور، وأخرى تحمى وتحرس وتدافع، والواجب على المواطن أن يفخر ويفاخر بوطنه وقيادته، ويصطف في منظومة العاملين بجد من أجل مستقبل واعد لوطن العز والمجد، ويترفع عن القيل والقال، ويصم آذانه عن الشائعات والأراجيف التي كثرت هذه الأيام جراء التوظيف السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض منا والدخلاء علينا للأسف الشديد، لابد أن ندرك حجم التحديات التي نواجهها، والطموحات التي نحملها، والآمال التي نتطلع لتحققها، لنكن جميعاً على مستوى المسئولية وبنفس الطموح الذي يحمله قادتنا ويبشرون به ويسعون لجعله واقعاً معاشاً، وليتذكر كل منا أن هذه البلاد المباركة محط أنظار الجميع وبخاصة المسلمون في بقاع الدنيا كلها، فهم يتوجّهون لها بقلوبهم كما أنهم يصلون قبالتها خمس مرات في اليوم والليلة، ولنكثر لبلادنا لقيادتنا لعلمائنا لرجال أمننا البواسل لشعبنا المتراص الصادق في وطنيته لنكثر من الدعاء بأن يديم الله عزنا، ويحفظ ولاة أمرنا، ومشايخنا، وينصر جندنا، ويبقي لحمتنا ووحدتنا، ويقينا شر من به شر، وإلى لقاء والسلام.