«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
عندما يجيء الراتب.. يطير بسرعة لماذا؟ هذا هو السؤال الذي يتردد خفية بين المواطنين والمقيمين وحتى علانية، بل كثيرون منهم يرددونه بينهم وبين أنفسهم ومع غيرهم. وظاهرة الراتب الذي يطير للمواطن المحدود ظاهرة عالمية ومعاشة، والسبب الأهم في «طيران» الراتب هو أن مئات الملايين من الريالات تطير من خلال ما تأكله البطون في فواتير المواد الغذائية المختلفة.
ومع إطلالة الراتب ونزوله في حسابات الموظفين والموظفات يركض العديد منهم إلى الأسواق المختلفة، الأسواق الكبرى والعادية خصوصاً التي توفر المواد التموينية والاستهلاكية التي لها علاقة مباشرة بالطعام اليومي للمواطن.. وإذا كانت الأسواق في بلادنا باتت كثيرة ومنتشرة في كل مكان في العهود الأخيرة، فهذا يشير إلى ارتفاع الوعي الغذائي واهتمام الأسرة بسلة غذائها الشهرية المرتبطة بالراتب؛ لذلك تنبه أصحاب الأسواق والمجمعات ومراكز التموين إلى ازدياد الطلب على تأمين هذه السلة شهرياً، فاغتنموها فرصة فراحوا يستعدون لها استعداداً دائماً، بل باتت مخازن هذه الأسواق وتلك المجمعات زاخرة بمختلف أنواع الأطعمة الطازجة أو المثلجة أو المعلبة. فكل شيء متوافر وموجود. ومن هنا تزيد بالطبع مبيعات المواد الغذائية ما بعد استلام « الراتب»، رغم ان هناك فئة تحرص على التسوق أسبوعياً من خلال وضع جدول للشراء الأسبوعي بدلاً من الشراء كل شهر بالتزامن مع الراتب، وفسر لي احد الأصدقاء الأعزاء عن سبب اعتماده على الشراء الأسبوعي بأنه يفضل ذلك لأسباب عديدة أولاً أنه يضمن أن ما سوف يشتريه هو طازج جداً، خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء إضافة إلى الخضراوات، فهو لا يحبذ وجودها فترة طويلة داخل ثلاجة البيت، إضافة إلى أن الشراء الأسبوعي يعتبر شراء محددا بالكمية التي تتسع لها ثلاجة مطبخه أو حتى مخزنه. ولو اندفع إلى شراء كميات كبيرة فسوف يخسر الكثير منها بالتلف أو حتى عدم الاستخدام.
ومهما كان حظ المواطن من التعليم وحتى الثقافة والوعي الاقتصادي فهو عادة لا يستطيع مقاومة طلبات سيدة البيت لو رافقته إلى السوق فسوف تشتري كل ما تراه، متصوره أن مطبخها بحاجة إليه. لكن صاحبنا العزيز وربما شاركه البعض فيما يفعله هو أنه يفضل أن يتسوق للبيت بنفسه. كذلك يحرص على التسوق من الأسواق الأسبوعية أو السوق المركزي حيث تكون الأسعار مناسبة جداً. على عكس الشراء من المجمعات والمراكز التجارية الكبرى فالأسعار فيها مرتفعة نوعاً ما.
وينصح صاحبنا أبو عبد الوهاب والذي يعتبر خبيراً بالتسوق من خلال تجربته الثرية في التردد الأسبوعي على أسواق المواد الغذائية أن أفضل أوقات التسوق هي الفترة الصباحية ومنذ الساعة العاشرة صباحاً، حيث تجد كافة المواد الغذائية خاصة اللحوم والأسماك والدواجن والخضار والفاكهة طازجة وبنت وقتها، بل انك تستطيع أن تشاهد العاملين وهم يقومون بعملية ترتيب معروضاتهم في الفاترينات أو طاولات العرض.
من هنا ومع اهتمام الدولة ومن خلال وزارة التجارة التي تراقب عن كثب ما يباع في أسواقنا من مختلف الأشياء والمواد وعلى الأخص المواد الغذائية فالغذاء في بلادنا بخير.