«الجزيرة» - المحليات:
علق الدكتور عثمان عبدالعزيز المنيع عضو مجلس منطقة الرياض عضو مجلس مؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد رئيس مجلس لجنة التنمية الأهلية بالقصب على قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة قائلاً: اختلف عليه من هو مؤيد بشدة وغير المؤيد بشدة واعتقد أن الجميع لهم الحق في الموافقة أو عدم الموافقة لأنه بالأخير اختياري لمن ترغب وظروفها تفرض عليها وتسمح لها بقيادة السيارة فالمجتمع السعودي اليوم ليس المجتمع بالأمس.. أرى أن هذا القرار من والد الجميع الملك سلمان ليس انتصاراً للمرأة فقط بل انتصار للمجتمع واتفق مع من يرى أن هذا القرار تأخر فقيادة المرأة للسيارة هي حديث المجتمع منذ زمن بعيد واتذكر قبل أكثر من ربع قرن مقالاً لمعالي الدكتور حمود البدر في جريدة الجزيرة الذي نال من النقاش والجدل لمدة ليست بالقصيرة حتى تدخل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وطلب من رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بإيقاف النقاش حول هذا الموضوع، وأتذكر أن رئيس التحرير في ذلك اليوم أكد على الجميع التأكد من عدم التطرق للموضوع تقديراً لرغبة الشيخ ابن باز.
مرت السنون وطرح الموضوع بعدة صور وبوسائل مختلفة داخلياً وخارجياً حتى نهضت بعض الأخوات المتحمسات بالقيادة في وسط الرياض أثناء أزمة الخليج مما أغضب أمير الرياض آنذاك (الأمير سلمان) وذكر لي أحد المقربين منه في تلك الفترة عن غضب سموه قائلاً الطريقة التي تمت بها القيادة زماناً ومكاناً غير مناسبة خاصة أنها من نساء متعلمات وتم اتخاذ القرار المناسب حول ذلك في تلك الفترة ومع دخول العنصر النسائي لمجلس الشورى بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله جعلن من ضمن اهتماماتهن بقضايا المرأة كان لقيادة المرأة نصيب وقبل ذلك تمت مناقشة قيادة المرأة في هيئة حقوق الإنسان وتم التصويت عليه.
ديدن الحكومة السعودية لا تتخذ القرارات السياسية إلا بعد تريث وتمحيص فكيف بالقرارات الاجتماعية التي يراعي فيها ملك البلاد طبيعة المجتمع السعودي. تشرفت بزيارة الملك سلمان حينما كان أميراً للرياض ضمن مجلس هيئة حقوق الإنسان في فترته الأولى برئاسة معالي تركي بن خالد السديري.. الحوار بين سموه عن حقوق الإنسان ما سمعناه من سموه كأمير للرياض سمعناه من الملك عبدالله ومن الأمير سلطان ولي العهد والأمير نايف رحمهم الله. الجميع يقول خدمة الدين والوطن والاهتمام بكل ما يخدم جميع أفراد المجتمع.
الملك سلمان وهو أمير لمنطقة الرياض في تلك الفترة بل حاكم للمنطقة وما عرف عن سموه من قوة علاقاته مع الجميع في الداخل والخارج وخاصة بمنطقة الرياض من ضمن ما قال لن يرتاح لي بال حتى أقنع العلماء بأن يسمحوا للعوائل بالدخول مع بعض للمحلات والمناسبات.
بعد فترة ليست بالطويلة أصدر الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رحمه الله قراراً بالسماح لدخول العوائل مع بعض. بعد هذه الزيارة للملك سلمان كأمير لمنطقة الرياض والتي سبقتها زيارات للملك عبدالله والأمير سلطان والأمير نايف كتبت مقالاً في النشرة الشهرية لحقوق الإنسان بصفتي رئيساً لتحريرها أنك تسمع من أبناء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه نفس الكلام باختلاف الموقع (الدين والوطن وخدمة المواطن).
أخيراً الاختلاف على مثل هذا القرار أو غيره أرى أنه أمر طبيعي حينما أصدر خادم الحرمين الشريفين قراراً بتقديم الامتحانات للطلاب للعام الدراسي الماضي وكنت أشارك في أحد الاجتماعات للجنة التعليمية برئاسة مدير عام التعليم بمنطقة الرياض تحدث عن القرار وأثنى عليه وأيده البقية وكان لي رأي آخر، أحد الزملاء المخلصين يستغرب وقلت له أنا لست مع القرار ولو كنت أعمل في التعليم لبادرت وأخلصت لتطبيقه لأن والد الجميع خادم الحرمين الشريفين يرى من جميع الزوايا ولديه المعلومات ويملك القدرة في الحصول على أية معلومة من أية جهة أو شخص له علاقة بالقرار، أما أنا وغيري فننظر للقرار من زوايانا الخاصة وثقافتنا الخاصة.