سعد السعود
حسناً فعلت هيئة الرياضة باستقطابها مواليد المملكة العربية السعودية لإعطائهم المجال لخدمة رياضة هذا الوطن والإسهام في منجزاته.. من خلال فتح المجال لهم في أكثر من منطقة للتدرب وبالتالي انتقاء الأكثر تميزاً ليكون رافداً لمنتخباتنا وأنديتنا الكروية.
وحتماً خطوة كهذه سيكون لها مردود كبير على الرياضة.. فالكثير من المواهب غادرتنا لدول مجاورة بسبب عدم وجود الأرضية التي تحتضن مواهبهم.. وهو ما أفقدنا العديد من النجوم التي وضعت بصمتها هناك.. في حين كان يمكن أن يكون عزفهم في مسرحنا وطربهم على مسامعنا.. ولكن.
وحري بالقول إن خطوة استقطاب المواليد ليست عيباً ولا حتى بدعةً.. فالكثير من الدول تمنح المواليد الجنسية وتقدم لهم حق المشاركة والإسهام في تطور البلد والعمل على نهضته في مختلف المجالات.. وحتماً الرياضة هي أحد الوجوه المشرفة للبلدان.. ويمكن بسببها يشار الى بعض الدول بالبنان.
ولعلي هنا أعرج على بعض المنتخبات التي استثمرت مواليد البلد أحسن استثمار وكان لهم دور في أهم منجزاتها الكروية.. فعلى سبيل المثال فأعظم لاعب فرنسي هو زين الدين زيدان وهو من أصول عربية بل ان المنتخب الذي حقق أغلى لقب للديوك عام 1998 كان جله من أصول غير فرنسية سواءً كانت عربية أو حتى إفريقية.. ومع هذا فالكل احتفى بالإنجاز وبارك الخطوة.
ولنذهب أيضاً لبطل كأس العالم الأخيرة عام 2014 وهو المنتخب الألماني.. فالتشكيلة التي حملت اللقب هناك في البرازيل كانت تحوي بين طياتها العديد من اللاعبين المواليد في ألمانيا وليسوا من أصول ألمانية.. ومنهم مثلاً مسعود أوزيل وكذا سمير خضيرة علاوة على بواتينغ وغيرهم.. وهو ما يؤكد استثمار لما لديهم من مواهب.
وحتى على المستوى الأسيوي.. فكلنا يذكر كيف كانت اليابان.. وكيف أصبحت.. فبعدما كانت نكرة في كرة القدم إقليمياً تحولت لأكبر كبار القارة كروياً.. ولعل من يرجع بالزمن للوراء يدرك أن أول لقب حققته طوكيو كان بقيادة لاعب من أصول برازيلية وهو اللاعب راموس.. وهو ما يميط اللثام على أن السطور الأول للبطل كتبت بأيدٍ غير يابانية.
ومما سبق يتضح أنه قد عُمل بهذه الخطوة بأكثر من دولة.. واستثمر فيها أكثر من منتخب.. وهي ليست بمخالفة ولا عيباً.. الأهم هو اختيار المواهب الحقيقية التي تخدم كرة البلد وتكون عوناً له بكل محفل.. فهنالك العديد من المواهب التي ولدت وترعرعت بيننا بل ان بعضها لم ترَ عيناه سوى أرض هذا الوطن.. لذا فليس أقل من منحه الفرصة ليقدم ما لديه.. وبعدها سيقع الاختيار من اللجان المشاركة على المتميزين.
شكراً لقيادتنا التي لم ولن تألو جهداً.. شكراً للهيئة وربانها على هذا الخطوة وغيرها من الخطوات المتسارعة.. والتي سيكون لها انعكاس على الحراك الرياضي لدينا.. وتسهم في تخطيط العمل.. وتقديم وجه مشرف لكرتنا.. باستثمار وتنظيم كل ما من شأنه الذهاب برياضتنا بعيداً لتكون بمصاف المنتخبات التي تضع بصمتها أينما كانت وحيثما حلت.
أليس لبعض الإعلاميين من رادع؟!
بقدر الخطوات الكبيرة والجريئة التي اتخذت من هيئة الرياضة في زمن وجيز بالفترة القليلة الماضية.. بهذا القدر وأكبر أتمنى أن يكون هنالك خطوة شبيهة تجاه الإعلام الرياضي.. سواءً ما يتصدر فضائياً.. أو يكتب صحفياً.. أو حتى ينقل بمختلف منابر الإعلام وأشكاله.
فما يحدث من بعض المنتمين للوسط الرياضي من بعض الإعلاميين يندى له الجبين.. بل وبات بعضهم أشبه بنكتة تتناقلها المجالس ويتداولها المحيطون.. فهذا يشتم على الهواء.. وذاك يسخر بلا حياء.. وثالث لا هم له سوى ناديه فيقذف بالحقيقة بعيداً ويقرّب ما يوافقه الانتماء.. حتى أضحى التنافس على قصف الجباه أكثر من تقديم الوعي.. وتحول التجاوز إلى أمر مشاهد يومياً حتى وصفه البعض بالأمر الطبيعي.
وعبثاً حاولت البحث عمن يمكن أن يكون مسؤولاً عن كل هذا ويقدم الضوابط الرادعة ويضع الخطوط العريضة، فذكر لي البعض جهة تعرف باتحاد الإعلام الرياضي إن صحت التسمية.. وبالتنقيب عما قدمت فلم أجد شيئاً يذكر.. بل كانت أشبه بالمتفرج على كل ما يحدث.. فإن كان اتحاد كهذا بيته أوهن من العنكبوت.. فكيف يمكن له أن يحاسب بقية البيوت.
لذا فإني أتوق لشراكة مثمرة بين هيئة الرياضة ووزارة الثقافة والإعلام.. تضع الضوابط الصارمة تجاه هؤلاء.. وتحاسب كل من يتطاول بلا هوادة أو إبطاء.. وتعمل عاجلاً على استقطاب من يمنحك مشاهدة مفيدة بلا صراخ أو استجداء.. ويقدم لك وجبة ناضجة من الرؤى والأفكار النيرة التي تسهم بمعالجة القصور وتعمل على رفعة الأداء.. فهل أطلب المستحيل يا أعزاء؟!
آخر سطر
أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.