سلطان بن محمد المالك
منذ تأسيس مملكتنا الغالية على يد المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - ومن تبعه من أبنائه الملوك وهي تركز على أهمية الشراكات والعلاقات الاستراتيجية مع الدول كافة من أجل النهوض بالمملكة؛ لتكون واحدة من ضمن الدول ذات الأهمية الاستراتيجية في المجتمع الدولي. وهو ما تحقق - ولله الحمد - عبر عقود من الزمن؛ فمكانة وقيمة المملكة في العالم أجمع مشهودة ومحط أنظار الجميع.
ومنذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - سدة الحكم ونحن نشاهد تزايد الاهتمام في توسيع وتفعيل العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع الدول العظمى وكثير من الدول الأخرى في مختلف المجالات، سواء كانت سياسية، أمنية، اقتصادية، تجارية، إعلامية أو ثقافية.
ودولتنا الغالية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أصبحت محط أنظار العالم، واتضح ثقلها السياسي في مختلف المحافل الدولية، وهو ما أكده سمو ولي العهد عند إطلاق رؤية المملكة 2030 بأن المملكة تعمل مع شركائها الاقتصاديين حول العالم لبناء شراكات استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، بما يتوافق مع رؤيتها الوطنية؛ لتكون محورًا لربط القارات الثلاث، ولتعزيز الصادرات النفطية وغير النفطية. ورؤية المملكة قائمة على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث. ولأهمية الأمر تم إنشاء وحدة خاصة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بمسمى وحدة الشراكات الاستراتيجية الدولية، التي من مهامها تفعيل ومتابعة الشراكات الاستراتيجية الدولية من أجل تعزيز وبناء علاقات استراتيجية مع مختلف القوى.
وما يحدث حاليًا هو تطبيق حقيقي لركائز الرؤية الأساسية الثلاث، من خلال الشراكات الاستراتيجية التي تمت مع كثير من الدول العظمى، وآخرها الزيارة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين لروسيا، وجرى خلالها توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم كثيرة، شملت العديد من المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والثقافية.
ولعل اللافت في مثل هذه العلاقات والشراكات الاستراتيجية هو تنوعها واختلافها، سواء على مستوى الدول أو المجالات؛ فحلفاء المملكة متعددون، وفي مختلف القارات الثلاث.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأدام لمملكتنا الغالية العز والتمكين.