جاسر عبدالعزيز الجاسر
أكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، ومن قبلها الزيارة الأولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تسلمه الرئاسة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية ولقائه مع قادة العالمين العربي والإسلامي، أكدت أن صوت الدول الإسلامية والعربية أصبح قادراً على أن يصل إلى الدول الصانعة للقرار الدولي، وأن القيادة السعودية تمثل المسلمين والعرب، وتنافح عن قضاياهم وتعمل على تحصيل ما يستحقون من حقوق مشروعة وتصد عنهم كيد ومخططات الأعداء.
القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شهدتها العاصمة السعودية والتقاء أكثر من خمسين ملكاً ورئيس دولة وحكومة بالرئيس الأمريكي الذي يمثل قيادة أهم وأقوى وأكثر دول العالم المعاصر، كون الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المقدمة في منظومة الدول العظمى، والذي أتاح لقادة الدول الإسلامية طرح همومهم ومشكلاتهم ومناقشتهم مع رئيس أهم وأقوى دولة وفي حاضرة أهم وأقوى دولة إسلامية مثل انفراجة مهمة أتاحت التعريف وعرض القضايا الإسلامية التي جرى تهميشها من خلال انشغال العالم بقضايا الإرهاب التي قصد منها توريط المسلمين مع بعضهم البعض، عبر إثارة الفتن الطائفية والمذهبية، التي بدأت من يوم تبني حركة خميني ومساعدته على إحداث التغيير في إيران وإيصال ملالي إيران الذين يقودون نشر الفتن في العالم الإسلامي، ودعم الإرهاب في العالم أجمع عبر أذرع إرهابية، ودعمها من مختلف الملل والطوائف والأنظمة، بما فيها من ينتمي إلى مذاهب تظهر عداءً علنياً للملالي وتتحالف باطنياً معهم، ما أظهر ونشر العديد من المليشيات والعصابات الإرهابية.
لقاءات ترامب في الرياض وضعت استراتيجية دولية لمحاصرة الإرهاب وتخليص المسلمين من تهمة حصره بهم، وستظهر نتائج ذلك لاحقاً، كما أن وجود الرئيس الأمريكي بين حشد كبير من القادة المسلمين أتاح له التعرف على أهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وهو أيضًا ما ستسفر عنه التحركات التي تقوم بها دول عربية محورية كالمملكة العربية السعودية ومصر، أما أولى النتائج الإيجابية لحل القضايا الإسلامية فتتعلق بالتوصل إلى حل لرفع الحظر الاقتصادي على السودان الدولة الإسلامية العربية الأفريقية المهمة.
تلك قضايا حركتها زيارة الرئيس الأمريكي ولقاءاته في الرياض، أما القضايا التي ستفعلها وتحركها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا فستظهر نتائجها قريباً، فضلاً عن الفوائد الإيجابية التي ستجنيها المملكة وروسيا من تعزيز الشراكة الاقتصادية والصناعية والتقنية بين البلدين، إلا أنه على صعيد الدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية فلنا أن نترقب حلاً للمسألة السورية، ودفعاً لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، ليتأكد للجميع الدور الفاعل للمملكة العربية السعودية التي تستثمر علاقاتها وموقعها واحترام الدول الكبرى لها للدفاع عن قضايا المسلمين والعرب.