رقية سليمان الهويريني
لم يكن سؤالي المُلح الموجّه لرئيس الهيئة العامة للإحصاء د. فهد التخيفي أثناء الاجتماع في الهيئة، ينحصر في سبب إصرار الهيئة على جعل سن العمل يبدأ في عمر 15 سنة وليس 18 مثلاً! طالما يعتبر اجتماعياً أن سن 15 هو طفولة متأخرة أو مراهقة مريرة! وكأنّ الرئيس كان متوقعاً بحصافته هذا السؤال، فأجاب أنّ ذلك يأتي تبعاً لمعايير منظمة العمل الدولية! ولم توقف الإجابة شلال سؤالي، حيث ذكرت أنّ الإحصائيات الأخيرة تظهر أن 61% في عمر 15 من السكان عاطلون! وحين نجمعها مع البطالة الواقعية يَظهَر لدينا عدد ضخم ونسبة مروعة! ولست أدرك سببَ إصرار منظمة العمل الدولية على إقرار هذا المعيار! وأرجو السعي لتغييره لاسيما أن الدول المتقدمة لا تطبقه؛ لأنّ الطفل مكانه مقاعد المدرسة، وانخراطه بالعمل يَدخل في خانة عمالة الأطفال وهو وصمة عار في جبين المجتمعات!
وكان تساؤلي الثاني حول التعداد السكاني البدائي وما يترتب عليه من الاستعانة ببعض موظفي الدولة لإنهاء المهمة بمكافآت مقطوعة، وغالباً لا تكون الإحصاءات دقيقة! واقترحتُ وقف ذلك والتعاون مع مركز المعلومات الوطني والرسائل التفاعلية الإلكترونية بين موقع الهيئة الإلكتروني والسكان بحسب رقم الهوية الوطنية، والعنوان الوطني وبلديات المدن لتحديد موقع السكن ومساحته وعدد الغرف والمنافع من خلال الفسوحات البلدية.
والحق أنّ هيئة الإحصاء بحلّتها الجديدة وإدارتها الجادة وإحصاءاتها المتجددة تستحق الإشادة، لما تتميز به من شمولية ومصداقية وشفافية وتحقيق الهدف من العمل الإحصائي، وأثره الفاعل في التخطيط ووضع الاستراتيجية ومعالم الرؤية الوطنية، من خلال تكوين منظومة شاملة من قواعد البيانات الإحصائية الوطنية لمختلف المجالات، والوصول إلى المعلومات التي تستوجب الدراسات والأبحاث الإحصائية، وما تسهم به الهيئة من دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، عن طريق تقديم توصياتها للجهات العامة لتطوير أنظمة المعلومات ومنهجية العمل الإحصائي.
الجميل في اللقاء الإحصائي - الذي رتب له المتحدث الرسمي للهيئة العامة الأستاذ النشط تيسير المفرج ـ رؤيةُ الرئيس بأنّ (كتّاب الرأي) في الصحف شركاءٌ في الهدف الاستراتيجي للهيئة وتطلعه لدورهم في نقل المعرفة ونشر الوعي الإحصائي.
وطالما لدينا صرح حكومي يعمل بدقة ومصداقية وثقة، فحريٌّ بنا ألا نستقي معلوماتنا إلا منه، بعيداً عن التوجس أو التشكيك لاسيما إذا علمنا أنه تُبنى على مخرجاته وأرقامه قراراتُ التنمية!!