«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
غادر المشهد دون سابق إنذار، كتب بيانه وجعل الوسط الرياضي يحتار في ردة فعله، القليلون يتذكرون ماضيه كلاعب، والكثيرون الكثيرون يتذكرون حاضره المشرق مع ناديه الأهلي ومع كرة القدم السعودية، أسس قاعدة «الداعم الواحد»، وبث الفرح في أرجاء النادي الأهلي، وحمل هم أحد أكبر الأندية السعودية، ودعمه مالياً ومعنوياً منذ أربعين عاماً.
أربعون عاماً والأمير خالد بن عبدالله يسكن في جوف الأهلي، ويحمل الأهلي في جوفه، هكذا يرى الرياضيون الرياضي المخضرم خالد بن عبدالله ابن ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
الجزيرة وبعد بيان الأمير خالد بن عبدالله الذي أعلن فيه رحيله عن الوسط الرياضي، اتجهت للرياضيين للتعليق على رحيل شخصية بقيمة خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.
في البداية أكد خالد أبوراشد عضو شرف نادي الأهلي وعضو المكتب التنفيذي للنادي الأهلي والشخص القريب جداً من الأمير خالد بن عبدالله بأن ابتعاد الأمير خالد مؤلم للجميع، ونحن وقفنا أمام رغبته، ولكننا احترمناها، وقال: «الأمير خالد بن عبدالله بذل من عمره 40 سنة خدم من خلالها الرياضة السعودية بشكل عام، والآن يريد البقاء مع أسرته، وبالتالي لا يمكننا إلا احترام رغبته وإن كان هذا الأمر مؤلماً لنا».
وأضاف: «ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله لم يكن بسبب موقف محدد، ولم يكن بناء على إجراء معين كما قيل، بل توقيته لم يكن مرتبطاً بأي حدث نهائياً، بقدر ما كان قراراً شخصياً بحتاً بقناعة خاصة».
وعن المواقف التي عاشها مع الأمير خالد بن عبدالله، قال:» الجميع يعلم عن الدعم المادي الذي قدمه الأمير خالد للرياضة السعودية وللنادي الأهلي، بل إنه كان الداعم الوحيد للنادي الأهلي، إذ تكفل بميزانيته من الألف إلى الياء، ولكن ما يخفى عن البعض هو مناقشته لشتى أمور النادي الأهلي حينما كان رئيساً لأعضاء الشرف ورئيساً للمكتب التنفيذي فيه، وكان يسأل عن أدق التفاصيل، وفي الكثير من الأحيان تستمر اجتماعاتنا ساعات طويلة، وكان يناقش المدربين، ويسمع من اللاعبين، ويحل بعض الظروف التي يمرون بها».
وتابع: «لو جئنا لما فعله في النادي الأهلي لوجدنا بأن النادي عبارة عن قرية أولمبية، بدءاً من أكاديمية النادي الأهلي، ومروراً بمركز الناشئين ومركز الشباب والفريق الأول، والمعسكرات الخاصة للاعبين، وملاعب النادي، إذ إن ملعب نادي الأهلي من الملاعب القليلة الخاصة بالأندية التي تقام عليها مباريات رسمية، وهذا كان كله على نفقة الأمير خالد، أيضاً بيوت الشباب، فهناك بيوت شيدت بأمر الأمير خالد حتى يسكن فيها المنتمون للنادي الأهلي».
وأضاف أبوراشد: قصة الأمير خالد مع فريق النادي الأهلي الذي كان سيلعب مباراة نهائي دوري أبطال آسيا في كوريا قبل خمس سنوات، إذ قال: «بعد الوقوف مع المدرب واللاعبين والإدارة، وتجهيز الفريق بالكامل، قال لهم في آخر الأمر، عليكم بدواء البرد باعتبار أن كوريا وقتها كانت فيها الأجواء باردة جداً، وكان حريصاً على أن لا يمرض أي من أعضاء الفريق، وهذه القصة تدل على أن الأمير كان يهتم لأدق التفاصيل».
وتحدى أبوراشد أن يأتي أحد من الوسط الرياضي بتصريح واحد أسقط فيه الأمير خالد بن عبدالله على أي نادي، أو لاعب، أو جمهور، وقال:» أجزم بأن محبة الأمير خالد بن عبدالله لدى الأوساط الرياضية بمختلف ميولهم جاء بسبب أخلاقياته».
وأشار أبو راشد بأن الأمير خالد لم يكن داعماً لنادي الأهلي فقط، بل دعم كثيراً من الأندية السعودية وعلى مدى سنوات طويلة، ولكنه كان يرفض الإعلان عن هذا الدعم».
وختم أبوراشد حديثه بأن الأمير خالد بن عبدالله كان يرفض أن يكون في مجلسه أي إسقاطات على أي نادي أو شخص، وقال: «هذه كانت قاعدة عامة يعرفها كل من زار الأمير في مجلسه، والجميل أن الأمير خالد كان يستشير وبشكل دائم في كل أمر يخص النادي الأهلي وكل بحسب اختصاصه».
من جانب آخر، أشار جمال العلي عضو شرف نادي القادسية بأن الأمير خالد بن عبدالله يعتبر رمزاً من رموز الرياضة السعودية، وعلماً من أعلامها، ورحيله بهذه السهولة خسارة كبيرة، وسوف يفقده نادي الأهلي قبل الرياضيين في السعودية بصفة عامة، وقال:» المأسوف عليه أن رحيله جاء في توقيت مهم جداً، خاصة ونحن نتحدث عن الخصخصة، ووجوده يعطي قوة للنادي الأهلي، والمشكلة الأكبر إن لم تُخصص الأندية قريباً، حينها سيدفع الأهلي ثمن مغادرة الأمير خالد بن عبدالله».
وأوضح العلي بأنه لا يمكن للأمير خالد بن عبدالله بقامته الرياضية أن يبتعد بسبب أي قضية، معيداً الأمر لكون الشخص يصل لمرحلة تشبع.
من جهته، أوضح محمد السراح رئيس نادي التعاون السابق بأن شهادته مجروحة في الأمير خالد بن عبدالله بحكم العلاقة الوطيدة مع سموه، وقال:» اعتبر الأمير خالد بن عبدالله في مقام الوالد، إذ تربطني به علاقة منذ أكثر من عشرين سنة، كان فيها على خلق رفيع، وخيّر خدم الرياضة السعودية بشكل كبير، من خلال دعمه للنادي الأهلي، ولبقية الأندية، وللأمانة والحق فالأمير خالد لم يكن داعماً للأهلي فقط، بل كان يدعم جميع الأندية، ونحن في التعاون مدينون لهذا الرجل لأنه دعمنا عدة مرات حينما كنت رئيساً للنادي، كما كان يقف مع بعض اللاعبين التي تمر عليهم ظروف معينة، كما وقف مع بعض الإعلاميين، وبقية فئات المجتمع».
وأضاف: «هناك إيجابيات للأمير خالد بن عبدالله قد لا يعرفها الوسط الرياضي، وهناك أشياء واضحة مثل دعمه للرياضة السعودية، وعدم اختلافه مع أحد في الوسط الرياضي، وهو شخصية تدعم بسخاء، ولا أظن يوجد شخصية رياضية دعمت بمثل هذا الدعم».
وعد السراح مغادرة الأمير خالد للوسط الرياضي خسارة كبيرة للكرة السعودية، والخسارة الأكبر هي على الأهلي، وقال:» فقدان شخصية داعمة مثل الأمير خالد بن عبدالله لا يمكن تعويضه، فخبرته وفكره الرياضي تفوق جميع المتواجدين في الوسط الرياضي حالياً، بدليل إنشائه لأكاديمية النادي الأهلي والتي خدمت الوطن من خلال تخريج عدد كبير من اللاعبين، كما ساهمت الأكاديمية في بناء المنتخبات السنية».
من جانبه، أكد الزميل الإعلامي جبر العتيبي بأن ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله خسارة كبيرة للرياضة السعودية، وقال: «الكل يعلم بأن الأمير خالد بن عبدالله خدم الرياضة السعودية ما يقارب الـ40 عاماً، قدم خلالها عصارة جهده، وكان ينوي من الموسم الماضي أن يختتم مشواره هذا الموسم، ويتفرغ لحياته الخاصة».
وأضاف: «أقول لأصحاب الشائعات والمروجين لها «موتوا بغيظكم»، فالأمير لن يلتفت للصغار الذين يحاولون بث الشائعات على الكبار قدراً وقيمة».
وأشار العتيبي بأن ابتعاد الأمير خالد بن عبدالله سيؤثر على الرياضة السعودية كما سيؤثر على النادي الأهلي، وقال: «ما قدمه الأمير خالد خلال الـ40 عاماً لا يمكن نسيانه بسهولة، أو تعويضه، فهو كان الداعم الأول والرئيس لنادي الأهلي، ولذلك يعتبر الأهلي هو الخاسر الأكبر من مغادرة الأمير خالد بن عبدالله للوسط الرياضي، وكل ما نتمناه في هذا الوقت هو التوفيق للأمير خالد في حياته المقبلة، مع شكرنا له على كل ما قدمه للرياضة السعودية، وللنادي الأهلي».
وأضاف: «الأمير خالد دخل الرياضة مرفوع الرأس وغادرها كذلك، كما أن أبوفيصل صاحب جوانب انسانية مع الجميع فتجده مع الرياضيين في أفراحهم وأتراحهم».
واستطرد: «هذا الرجل لن ينساه التاريخ الذي كتبه سموه بأحرف من ذهب، فسموه هو الرمز والتاريخ والفارس الأول للرياضة، والأمير خالد هو الرياضي المتكامل حيث دخل الرياضة من الأبواب وليس من الشباك مثل البعض، إذ دخلها كلاعب ورئيس ناد ورئيس أعضاء شرف».
من جهة أخرى، شدد الزميل الإعلامي نبيه ساعاتي على أن الأمير خالد بن عبدالله شخصية رياضية فذة استطاع عبر السنين الحفاظ على الأهلي في دائرة المنافسة على البطولات في الوقت الذي تأرجحت فيه الكثير من الفرق الأخرى، وقال:» ذلك لا يمكن أن يتحقق من فراغ، وإنما بفضل خبرته العريضة في المجال الرياضي الذي دخله من أوسع أبوابه حيث بدأ لاعباً ثم انتقل إلى العمل الإداري عبر ترؤسه للنادي ليضيف إلى رصيده خبرة إدارية ثم انتقل إلى ترؤس أعضاء الشرف فالمكتب التنفيذي».
وأضاف: «محسود الأهلي على خالد بن عبدالله الخبير الرياضي والممول السخي والذي لا يتردد إطلاقاً في تقديم كل الدعم من أجل إبرام الصفقات المدوية التي تسعد الجماهير الأهلاوية، ولعل اللافت أن سموه حتى عندما قرر أن يبتعد عن الرياضة بصفة عامة آثر أن يطمئن على مستقبل الكيان الأهلاوي، حيث أعد النادي لمرحلة الخصخصة إدارياً وقانونياً، ليس ذلك فحسب بل أيضاً تعهد بسداد كافة المديونيات حتى نهاية الموسم، وأتمنى كل التوفيق للأمير الخلوق خالد بن عبدالله في حياته المستقبلية.