ياصمتُ أنجدني فإن النجيعْ
في الشاشةِ الحمقا؟ يُدَوِّي يميعْ
يمورُ هذا الدَّمُّ من منتهى
جدّْبِ الصحاري وانتحارِ الربيعْ
يمورُ يشتطُّ وفي مضجعي
ألقاهُ بئسَ الخلِّ بئسَ الضجيعْ
شراشفي في الصبحِ محمَّرةٌ
ومرقدي جهمٌ ووجهي مريعْ
مالَ المرايا أصبحتْ لعنةً
تغتالُ ذاكَ الطفلِ ذاكَ الوديعْ
وداحسٌ تجتاحني فجأةً
تستنّْفرُ الغبراءَ عند الهزيعْ
والقومُ أدعوهم فيعصونني
وأفتدي قومي بقلبي الوجيعْ
دعوتهم والخوفُ يغشى اللِّوى
فآبَ صوتي والكليمُ السميعْ
*****
ياغرَّ والسبعين جاوزتَها
إن ضِعتْ ياواهي! لماذا نضيعْ
إن الثمانين وقد أوهنتْ
قِواك! قالتْ لم تعدْ تستطيعْ
ياخاملاً إبَّانَ عصرِ الصِبا
يامنتهى الجبنِ بوجه الخليعْ
*****
إليكَ عنّْي يا ابن عمِّ الردى
ألم تزلْ تشري بحقدي، تبيعْ
لسانُك الأفعى التي أضحكتْ
صخري تواري الذيلَ في كل ريعْ
أنا(طويقُ) أذكرْ طويق الذي
حباكَ ياذا الشيخ ياذا الرضيعْ
يا واهناً إنْ لاحَ طيفُ الندى
وإن تبدى اللؤمِ أضحى سريعْ
*****
يا أشمطَ الأخلاقِ عدْ فقلْ
للثاوي الأنكى وقلْ للكيعْ
قبيلةُ الأرذال أخْليْتُها
مهما تغنَّتْ بالمقام الرفيعْ
قبيلتي الأسمى وقلْ ما تقلْ
الوطنُ الأبهى ومهدُ الشفيعْ
أقريتُهُ لمَّا دعاني دَمِي
وذاك ما أقوى وما أستطيعْ
أني وذي الخمسينَ خلَّفُتها
يجتاحني هذا الفراغُ المريعْ
وليس لي إلا الحروفُ التي
أطيعها لكنَّها لا تطيعْ
قد أشعلتْ فودَّيَ من نارِها
بينَ الجناسِ الفجِّ، بين البديعْ
(إليكها يا قارئي إنها
على مآسيها عذابٌ بديعْ*)
... ... ...
* (الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني)
** **
- شعر/ عبدالله السميّح