لم أكن أعرف أن القرى ابتليت بالسهر وأن عناق الفجر تحول إلى عادة يومية مملة وأن النور الذي كان يهز كتفيها كل صباح لتستيقظ بغنج تغيرت ملامحه إلا عندما خانت قريتي كل عهود الهدوء والخشوع وارتدت ثوباً لا يليق بها.!
كنت أظن أن القرى يصيبها النعاس عندما تلملم الشمس أطراف ثوبها ويسدل الليل ضفائره على جبالها ويبسط كفيه للنجوم حتى تهبط وتعلن نومها في كنف الحب، ولكن
فقدت قريتي نورها الملائكي ونسمات هوائها التي تشبه رقة الأطفال لتكون رفيقة للصوت والضوء.
على جنباتها علقت عقود المصابيح ورددت سفوحها صدى الألحان.
في هذا القرن ماتت القرى في حضن النور وكفنت عذريتها إلى الأبد غاصت في كل فوضى وتمردت على الصمت.
هل يمكن لك أن تتخيل أن الجميع يمكن لهم أن يخرجوا من بين الشجر عصافير تغني للسماء لتعود بعد ذلك بشر تمارس السير والركض وحتى الصراخ ؟ كل هذا يحدث الآن بعد أن مات الشجر على قمم الجبال.
في وقت ظننت أن المشاعر من الممكن أن تحلق كنسر ذهبي وأن الهدف الذي لا يمكن لنا تحقيقه يكفينا فرح الحلم به جاءت تلك القرية ترفل بكل إجابة نافية وتمسك بيدي بلا وعي.
*تمهل الحلم يوماً وعاد أدراجه لم يجد ساحة خيال تليق به ..!
** **
بدرية الشمري -مسافرة-
Twitter: @B_a_alshammary