الثقافية - محمد هليل الرويلي:
الغيوم الحُبلى في رحم سماء ستنداح شآبيبها مدامع مطبوعة بتمهير ممضى باسم «المجلة الثقافية» بمؤسسة الجزيرة الصحفية العريقة لتجسد على مساحات من كروم نضرة وأودية سحيقة معمقة الصلابة بجذور التاريخ المتشرب للأرض العربية، وتشهق وتتسامى وتجول بين أسوار جبالها المتشجة لتصلنا بمنظار بانورامي عربي الأبعاد اعتاد على أن يكون صوته العالي أسمق من العلو حين يترنم بأبيات قصيدة، وعلى رقيم ديوان خلدَ وجلد بالفصاحة، قبل أن يرتد غوصاً كرّةً أخرى بين لُججٍ تبرية واعباقٍ لقصة بين وبين، ورواية يطول حابكها ومحتبكها تهادتها الأنامل عبر الأجيال، سنكون كصبغة الألوان على رأس ريشة فنان تشكيلي وتقاسيم اللوحة، وسننظر من باب عين الناقد ونتوغل عقلية المفكر ودهلزة أجندته وسجالاتها، وذلك الشاب الدالف من بوابة الجريدة يهرول بعدما استأثر بخبر صحافي حول مشروع بلاده الثقافي.
كل ذلك في مسيرة وأروقة مدائن العالم العربي وأقطاره سنتمسرح معكم «المجلة الثقافية» على مقاعد التمعين والابتصار بما تكتنف خرائط عالمه العربي فكونوا ككل (سبتكم) معها في رحلة سياحية ثقافية بين هذه البلدان لنقف برهة، قبل أن نعزم الرحيل معكم من عتبة لعتبة نتخطى اعتوارات المفاوز، واعتثارات الإشكالية الترسمية، نرتاض في قوافل المقطورات ذات الأصالة والعصرانية مصيخين أراهف السمع لوجب أنفاسها الحصيرة وتشاهيقها المتعالية الخفق سنتطلع في أديم تلكم المرحلة حينما كانت مكفهرة، وحينما تبضّ لنا الهشاشة والتبشاش، وعندما تحرد وتتراخى وتتبدل وتتصلب مناحيها أحايين أخرى في مقصلة المد والجزرر، ونستحث الخطى على دروب الاقتفاء ونستتبع الأثر لرحلة الأشقاء العرب أدبًا وثقافةً وفنًا..
نعم يا صاح كن معنا في رحلة الشروق والغروب.
أما لماذا نحتاجك في المرتحل فلكي تكون مشاهدًا وشاهدًا، ولتأخذ وتعطي من هنا وهناك وللأجيال الرسالة، سلمها بيديك مدادها وإليك أيها الحصيف بعضًا من رفدها وزوادها.
عامًا مضى كانت «المجلة الثقافية» بصحبة عدد من رؤساء الأندية الأدبية في المملكة تنقلنا وإياكم من الرياض إلى الحدود الشمالية ومن جدة للأحساء ثم المدينة المنورة وتبوك ومكة والباحة شكرًا لكل هؤلاء لأنهم قالوا ولأنهم نقدوا وبينوا وتطلعوا واستشرفوا المرحلة كشهادة منهم على التجربة في بلادنا.
وهذا الموسم ستقلكم قافلة الثقافية البطوطية في رحلة أممية عبر مدارات الحدود العربية لوجهات أدبية وثقافية ونقدية واعلامية جديدة ففي المغرب العربي يكون السُرى وعلى ضفاف نهر النيل بالسودان ومصر يكون الإبكار وفي موريتانيا الغدو ومنها إلى بلاد الشام يكون الأصيل وعلى شطآن خليجنا العربي يكون التسمار، وهكذا دواليك فحينما تسبتون ستقرؤون (رقيم ودهاق أوطاننا العربية).