هالة الناصر
في مشهد الرأي العام في السعودية يبدو أن الأقلية أتباع الحزب الإخواني المتطرف والمخدوعين به ينشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف ومنظم حتى يبدو بأنهم يمثلون رأي الأغلبية وهذا مشهد وهمي غير صحيح وغير واقعي، لعدة أسباب أهمها بأن الأكثرية في بلادنا مثلهم مثل أي أكثرية أخرى في العالم لا تجد ضرورة للتفاعل أو الدعم نظرًا لأنها تعتمد وتعترف بأنها أكثرية ولا حاجة لها لإثبات وجهة نظرها أو دعم رأيها من خلال الكتابة عبر منصات التواصل الاجتماعي ودعم وجهة النظر التي يؤمنون بها، وللأسف بأن هذا الشعور لدى الأكثرية يجعلها تخسر الكثير من قضاياها العادلة أو خياراتها لتجد بأن الأقلية قد فرضوا أجندتهم في ذهول وتعجب كيف حدث ذلك؟!، كثير من قضايا الأكثرية العادلة خسرتها بشكل مؤسف أمام أقلية نظرًا لأن كل أكثرية يمنحهم الشعور بكثرتهم كسلاً من نوع خاص وثقة سلبية مفرطة وتواكل على بعضهم حتى يجدون أنفسهم وقد خسروا قضيتهم العادلة ليدخلوا في دوامة طويلة لاستعادتها وإعادة الأمر إلى نصابه الصحيح. الواقع الحقيقي في السعودية يقول إن أكثرية الشعب السعودي فرحوا واستبشروا خيرًا بعد قرار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ولكن واقع مواقع التواصل الاجتماعي مليء بجعجعات الأقلية الإخوانية والمخدوعين بهم الذين استجلبوا كل أتباعهم وطاقاتهم لتحريض المجتمع وتأليبه وإيصاله إلى حالة من الاحتقان من خلال عمل ممنهج تعودناه منهم منذ عشرات السنين ولكنه -للأسف- ينطلي على العوام ويخدعهم لأنهم محترفين ومدربين على اللعب باستخدام العواطف الدينية لإثارة البلبلة وإبقاء المجتمع في حالة توتر من خلال إيهامه بأن هذا رأي الأكثرية حتى يشك الفرد بقراره وبأنه من أقلية وقد يجد نفسه متخوفًا وهائبًا التصريح برأيه نظرًا لاستخدام الترهيب والتلويح بعصى الأكثرية الوهمي، يجب أن لا نترك الأقلية يوهمونا بأنهم أكثرية، وندافع عن قرارات ولاة أمرنا حفظهم الله، الذين أثبتت التجارب بأنهم الأصلح والأجدار لقيادة بلادنا ونجعل الأقلية الإخوانية هم الذين يشعرون بالرهبة وليس نحن.