بعد جولته في 11 متحفا عالميا وتحقيقه أصداء واسعة جعلت من الدول والمتاحف العالمية تتسابق على استضافته، تستضيف مدينة الرياض معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» والذي سيقام في المتحف الوطني بالرياض اعتبارا من الثلاثاء 18 صفر 1438هـ الموافق 7 نوفمبر 2017م ولمدة 50 يوما وذلك بالتزامن مع ملتقى آثار المملكة الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
ولاشك أن المعرض بما يحويه من قطع أثرية نادرة سيكون فرصة مهمة للزوار للاطلاع على تاريخ الجزيرة العربية ونماذج من الحضارات التي تعاقبت عليها والتي تؤكد أن أرض المملكة كانت دائماً ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية بحكم موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، والذي جعل منها جسراً متصلاً يربط بين طرق التجارة العالمية عبر العصور.
حيث يهدف المعرض إلى الاطلاع على حضارة وتاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية من خلال كنوزها التراثية التي تجسد بعدها الحضاري، والتأكيد على أن المملكة ليست طارئة على التاريخ ولكنها مهد لحضارات إنسانية عظيمة توجت بحضارة الإسلام العظيمة.
لقد شهد المعرض إقبالا لافتا من الزوار في محطاته الأوربية والأمريكية والآسيوية من الزوار، وفاق زواره المليون زائر، دفعهم شغف الاطلاع على حضارات المملكة وهويتها التاريخية، ووجود المعرض في الرياض سيكون اختبارا لنا ولمستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية المعارض الأثرية المتخصصة، التي تقدم نبذة وتعريفا لحضارات عظيمة وشواهد تثبت أن إنسان الجزيرة العربية وريث لسلسلة الحضارات العظيمة التي توجت بحضارة الإسلام الخالدة.
ونتمنى أن يتواكب اهتمامنا بالتاريخ والآثار اهتمام قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي قال عنه الأمير سلطان بن سلمان بأنه «يعرف التاريخ ويؤمن بالحراك التاريخي المهم وبأنه لا توجد أمة قادرة على التقدم نحو المستقبل، أو تبني علاقات عالمية، أو يكون لها حضور في القضايا السياسية والاقتصادية، إلا إذا كانت واعية بحضارتها ومعتزة بتاريخها».