د. ناهد باشطح
فاصلة:
((إنه لمن السهل الحكم على عقل الإنسان من أسئلته أكثر من أجوبته))
- حكمة عالمية -
لا أعلم كيف انحرفت لدينا وسائل التواصل الاجتماعي عن وظيفتها الأساسية لتحاول أن تكون الوسيلة التي تنشر المعلومات بدلا من المشاركة في تبادلها وهناك فرق بين الحالتين.
فرق أن تكون الوسيلة هي المصدر أو أن تكون هي المستقبِل للأخبار!
يفترض أن لا تكون الحسابات الشخصية في موقع تويتر مثلا هي مصدر نشر المعلومات ذلك لأن وسائل التواصل الإعلامي وظيفتها المشاركة وتبادل المعلومات وليس صناعتها.
وهذا لا يعني أن ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر ليس مهما بل إنه يعتبر من المصادر المفتوحة open source
وأيضا أحد مصادر البيانات الضخمة pig Data
التي عن طريق تحليلها يمكن الوصول إلى معلومات تفيد المحلّل وجهته.
على سبيل المثال أورد «عرفة البنداري» عبر مقالته في صحيفة رصيف 22 (السوشال ميديا، كنز المعلومات الجديد للموساد الإسرائيلي) أن نشر صور جثة «أحمد الجعبري»، في حركة حماس حال اغتياله عام 2012 على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصدها ثم نقلها إلى الجهات المختصة، أسرع في تأكيد نبأ مقتله ونجاح الغارة الإسرائيلية في تصفيته.
أيضا نجحت إسرائيل في استثمار حادثة اغتيال، محمد طلعت الغول، -وقد كانت تصفه إسرائيل بوزير مالية حماس-، حيث تم نشر مقاطع فيديو تظهر تطاير الكثير من أوراق الدولارات في الهواء حال اغتياله، وحللها الإسرائيليون وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن شعب غزة يموت جوعاً بينما قادته يتجولون ومعهم الأموال الكثيرة.
إن تحليل مواقع التواصل الاجتماعي هي الأداة العلمية الحديثة لتشكيل الرأي العام وأرجو أن لا ننتظر كثيرًا كإعلاميين لاكتشاف أهميتها.