موسكو - «الجزيرة»:
أشارت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) في تقرير لها من موسكو، إلى أن الحكومة الروسية تعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبد العزيز، أول زيارة لملك سعودي علامة على «مرحلة جديدة» في العلاقات الثنائية بين البلدين . ونقلت الوكالة تصريح وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، الذي عبر عن ذلك يوم أمس الخميس، فقال: وصلت العلاقات بين بلدينا لمستوى جديد تماماً في الآونة الأخيرة». وجاء تصريح وزير الطاقة الروسي قبيل لقاء الرئيس فلاديمير بوتين بالملك سلمان بن عبدالعزيز . وحسب القصر الرئاسي الروسي فإن المحادثات بين بوتين والملك سلمان، ستركز على الوضع في سوق النفط، والحرب الأهلية في سورية.
وأضافت الوكالة (د ب ا) أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للشرق الأوسط في أيلول - سبتمبر الماضي. وأن الوزير لافروف وصف الزيارة سابقاً بأنها تمثِّل «انعطافة حقيقية» في علاقات البلدين، مشيراً إلى أن الحوار المتواصل بين الجانبين «بدأ في تحقيق جملة من الثمار العملية الملموسة»، مشدداً على أهمية استمرار التنسيق فيما يخص الأزمات الإقليمية واتفاق خفض إنتاج النفط.
من جهتها عنونت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) خبر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى روسيا، ووصفتها بالزيارة «التاريخية» . وأضافت: أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل يوم أمس الخميس الملك سلمان بن عبد العزيز في أول زيارة رسمية لعاهل سعودي إلى روسيا، ويفترض أن تفضي هذه الزيارة إلى اتفاقات تجارية مهمة. وتعكس هذه الزيارة المقررة - حسب الوكالة - التقارب الأخير بين موسكو والرياض، وما عزَّز هذا التوجه خصوصاً هو الدور المحرك للبلدين في الاتفاق بين الدول الكبرى المنتجة للنفط لوقف انهيار أسعار الذهب الأسود .
ونقلت الوكالة في تقريرها التصريح الذي أدلى به وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك لوكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس، من أن الرياض «ستخصص مليار دولار لمشاريع في قطاع الطاقة» مشتركة مع روسيا، بدون أن يضيف أي تفاصيل. ونقلت الوكالة الفرنسية عن صحيفة «كومرسانت» عن مصادر في قطاع الصناعات العسكرية أن هذه الزيارة التي تصفها السعودية «بالتاريخية» يمكن أن تؤدي إلى اتفاق على تسليم المملكة أسلحة روسية «بما في ذلك أنظمة للدفاع الجوي اس-400 (...) تبلغ قيمتها أكثر من ثلاثة مليارات دولار» ، وأكدت المصادر أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات الروسية السعودية في الكرملين، فقد توقّع عقود رسمياً في نهاية تشرين الأول - أكتوبر. ونقلت صحيفة «كومرسانت» عن مصدر دبلوماسي قوله إن زيارة العاهل السعودي «أعد لها منذ سنوات». وأضاف «الآن بات كل شيء مرهوناً بالاتصال الشخصي بين زعيمي الدولتين». وأورد تقرير الوكالة، ما قاله الكرملين من أن الزعيمين «سيوليان الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اهتماماً خاصاً، وسيتم التركيز على تسوية النزاعات الجارية في المنطقة»، وأن زيارة الملك سلمان الذي سيجري اليوم الجمعة محادثات
أيضاً مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف تأتي قبل شهر واحد من اجتماع جديد لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تعد السعودية كبرى دولها. ويفترض - حسب الوكالة - أن يناقش هذا اللقاء إمكانية تمديد الاتفاق بين الدول الأعضاء، وغير الأعضاء في أوبك مثل روسيا على الحد من إنتاج النفط لتقليص العرض المفرط.