عثمان أبوبكر مالي
بقدر ما فُجع الوسط الاتحادي، وتألم رجالاته ومحبوه من قرار إعفاء إدارة النادي السابقة (المكلفة) لمدة عام، بقدر ما سعدوا وفرحوا في الوقت نفسه للقرار الذي جاء مفاجئًا جدًّا، وفي توقيت حرج وغير متوقع.
الفجيعة كانت من الأسباب التي ارتكز عليها القرار السريع والجريء والقوي؛ إذ لم يكن أحدٌ يتصور أن الإدارة (الشابة) التي بدا أنها في طريقها إلى أن تكسب ثقة الاتحاديين ستسلك طرقًا ملتوية، وتختار أساليب (بلوية)، تؤدي إلى مزيد من السقطات والإغراق، ومضاعفة الكوارث التي يعيشها النادي، والتي كان العشم أن الإدارة تعمل لإنقاذه وإخراجه منها، خاصة أنها كانت تصطدم يومًا بعد آخر بقضايا جديدة، تخرج لها، وهي ليست على البال والخاطر.
أما الفرح والسعادة فهما لأن القرار جاء ليتعامل بصرامة وبقوة بل بتوجه المرحلة التاريخية وقرارات (الحزم) والبتر القاطع، وعلى طريقة (اقطع العرق وسيحه) لمن يتعامل بالطرق والأساليب الملتوية من أجل مجد شخصي وانتصار وقتي، دون الاكتراث لعواقب ذلك وفعله وتأثيره على الأندية وواقعها وسمعة الكرة والرياضة السعودية.
البحث عن دور (البطل) هو السبب في (السقطة الكبيرة) التي وقعت فيها إدارة أنمار. وواضح أن هناك من صوَّر لها، أو أنها صدقت ـ مع الأسف ـ بعض الأبواق التي كانت (تنعق) وتنادي بأن عليها المشاركة في آسيا أو أنها لا تكون فعلت للنادي (شيئًا)؛ وتجاهلت بالتالي كلام العقلاء والأصوات (الأمينة)، وضربت بعرض الحائط النصائح (الصادقة) التي قُدمت لها، والتي ترى وتقول إن المشاركة في آسيا في الظروف التي يعيشها الفريق ضرب من العبث؛ فالنادي لا يملك إمكانية المشاركة، من حيث المتطلبات وشروط الحصول على (الرخصة الآسيوية)، ولا المقومات الأدائية والقدرات (الفنية) في الفريق. وكان أول من قدم النصيحة بكل تفاصيلها إدارة المهندس حاتم باعشن (الأقدر) منها والأسبق، ولكن الإدارة الشابة و(مستشاريها) تجاهلوا النصائح الثمينة الأمينة، وحاولت وبحثت، فدفعت الثمن (غاليًا)، وعلى طريقة المثل الشعبي الذي يقول (اللي ما يسمع كلام الكبير يطيح في البير)!
كلام مشفر
* تسلمت إدارة أنمار الحائلي النادي وكل الأمور والملفات واضحة أمامها، وهو ما ذكره الرئيس شخصيًّا، وأكدها في أكثر من مناسبة نائبه أحمد كعكي. وكانت النصيحة الأهم التي قدمتها إدارة المهندس حاتم باعشن له أن (على الإدارة أن لا تفكر في المشاركة في آسيا إذا لم يكن في ميزانيتها ما يقرب من (190) مليون ريال تسدد بها الديون العائقة).
* اختيار الكابتن حمد الصنيع - من وجهة نظري - لرئاسة الاتحاد (مكلف) اختيار (عملي) في توقيت مناسب؛ فعلاوة على أنه واحد من أبناء النادي الذين تمرسوا فيه، وفي جنباته وأروقته، وعمل في كل قطاعات كرة القدم، فهو كسب أيضًا خبرة إدارية كبيرة من جراء عمله في أكثر من جهاز في الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق والحالي، وهو أيضًا (خبير) مصنف في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومن مراقبيه المعتمدين.
* وفوق ذلك هو كسب خبرات (علمية) بحصوله على الشهادة الجامعية، والماجستير في (الإدارة الرياضية)، وميزة إضافية للصنيع أن أول من وثق فيه وقدمه للعمل الإداري هو الأستاذ أحمد مسعود - يرحمه الله - في عام 1999م، (والمرحوم رجل له نظرة)، وأبو حنين من تلاميذه النجباء، كما أنه كسب (ثقة) أهم رجالات صناعة التاريخ الحديث للاتحاد، الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ، وما أدراك ما عبدالمحسن آل الشيخ.
* أضِفْ إلى كل ذلك أنه كان أحد (صناع الإنجاز) في إدارة منصور البلوي في الفترة من (2003 - 2007م)، ومن أهم من وقف خلف البطولات التي تحققت في ذلك العهد، وكان آخر حضور له في العمل الإداري مع النادي عندما كسب ثقة الدكتور خالد المرزوقي، فكان أحد (الحاءات الثلاثة) التي قادت فريق كرة القدم لتحقيق بطولة كأس الملك عام 2010م.
* أول عمل يجب أن تقوم به إدارة حمد الصنيع - من وجهة نظري - أن تبدأ من النقطة التي (أطاحت) بسابقتها؛ فتقوم بسحب ملف (الرخصة الآسيوية)، وطلب سحب الحصول عليها بشكل عاجل، وحتى لا يقع النادي في المزيد من (الآبار)!
* أما أهم ما يمكن أن يقدمه الاتحاديون للرئيس الجديد (المكلف) فهو مساعدته بالآراء، وانتقاء الأسماء القادرة والصادقة والأمينة التي تسهم في تجاوز المرحلة، وسرعة إغلاق الملفات، والعودة بالنادي الكبير في مرحلة تاريخية ومفصلية، يمكن أن يكون العميد فيها - كعادته - قصب السبق والأولوية.