نعمة الوطن ووجوده شيء كبير ليس من السهل عليّ ذكرها ويصعب عليّ حتى أن أعطيها حقها في الكتابة والحديث، لأنها نعمة جليلة في الإسلام حث الدين على المحافظة عليها واعتبرها من أهم النعم التي تستحق فعلاً الشكر. ولكنني أحاول أن اختصرها في أن محبة الوطن هي من النعم الفطرية التي جبل الإنسان عليها، وأصبحت من غير المستغرب أن يفخر الإنسان بوطنه وأن يفرح به ويتغنى به وكل شعوب الأرض تفخر بأوطانها، ونحن نفرح بوطننا ولا أعتقد أن هناك أحداً يظن أننا نخجل بذلك الفرح والابتهاج. واليوم يوم فرحة كبرى، فرحة اليوم الوطني 87، ويا لها من مناسبة عظيمة وفرحة كبيرة ونحن الآن بهذا اليوم نفخر بها ونفاخر بها ونفرح بها، لأنها تعيد لنا ذكريات رجال أسسوا هذا الوطن وشعب عظيم واصل البناء حتى عمت لبنة الأمن أرجاء الوطن الغالي، وأصبحت الحياة آمنة أمينة مطمئنة ونسأل الله أن يديمها في اليوم وفي كل يوم. والله إن هذه المملكة هي رحمة من الله للمسلمين بعد سنوات عاش فيها الإنسان بجزيرة العرب تحت شعار الحمية الجاهلية والصراعات والقتل والثأر والنهب والمعارك بين القبائل، وظلت لعقود مستمرة بين عرب جزيرة ولم تنته حتى وحدها الملك عبدالعزيز ليضع بسيفه الأملح نهاية كل تلك الصراعات القبلية، ومن ذلك اليوم ونحن نعيش على ذكراه، ننعم بنعمة الأمن والأمان والعيش الرغيد بالمحبة والتآلف بين الناس والقبائل.
وعلى ذكر الذكريات فإننا اليوم وفي كل عام نجدد ذكريات التأسيس في 23 سبتمبر الذي صدر فيه قبل 87 عامًا المرسوم الملكي الذي يقتضي بتوحيد أجزاء هذا البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية، وذلك بعد جهد دام ثلاثين سنة قدم من خلالها المؤسس عبدالعزيز أسمى التضحيات والبطولات من أجل إنشاء وطن ووحدة، ومن أجل حماية المقدسات الشريفة، وبناء دولة تخدم الأمة، وجيل ينهض بالوطن والحمد لله لم يذهب ذلك المجهود سدى، بل استمر من بعده أبناؤه الملوك على هذا النهج ومعهم الشعب يواصلون المسيرة الذهبية يسابقون من حولهم بشتى المجالات؛ حتى أصبحت المملكة قوة اقتصادية تتمتع بثقل سياسي لا يستهان به فأجبرت الخصوم قبل الأصدقاء على احترامها ومعرفة قوتها وثقلها في العالم الثالث بالقرن 21.