كتب - عبدالعزيز بن محمد:
لا أحد ينكر أهمية وقيمة الممثل السعودي عبدالله السدحان، كأحد رواد الدراما السعودية والخليجية، وهو واحد من أبرز الذين أثروا الساحة الفنية السعودية، منذ مطلع السبعينيات، وحتى يومنا هذا.
ومنذ أكثر من 40 عاماً، فقد استبشرت الساحة الفنية بولادة شاب نحيل، إذ كان نادي الهلال السعودي، المكان الأبرز لاكتشافه من المخرج الكبير الراحل سعد الفريح، الذي كان يخرج حفلاً للنادي، وكان السدحان ضمن الحاضرين حينذاك.
في تلك الفترة، كان مسرح جامعة الملك سعود، هو «عرَّاب» اكتشاف المواهب الفنية، وكان عبدالله السدحان أحد الذين احتضنهم المسرح، إلى جانب الفنان الدكتور بكر الشدي - رحمه الله- والممثل ناصر القصبي وعبدالإله السناني وآخرين، في الوقت الذي كان السدحان يدرس في كلية الزراعة.
في لقاء تلفزيوني سنة 2014م، يقول السدحان: بدأت التمثيل في طفولتي في المدارس، وكنت قرب حديقة الفوطة أضع لحية وأتوجه إلى الأعراس وأجلس مع الشيوخ للحديث معهم، وقدمت مسرحية في ناد، وشاهدني سعد الفريح، وطلب مني المشاركة في مسلسل (أيام العدوس).
بعدها دخلت الجامعة ودرست الزراعة وتوقفت عن التمثيل، غير أن المخرج رشدي سلمان رأى في شيئاً وأعطاني دور البطولة في مسرحية (كان الضمير حيا) غير أني لم أمثل إلى أن تخرجت وتعينت في البنك الزراعي. بعدها طلب مني محمد العلي المشاركة بمسرحية اسمها (ثلاث النكد) عرضت في قاعة المحاضرات فبدأت أول أدواري معهم بدور (الشايب)» انتهى.
كلما تقَّدم بي العمر، ازدادت سعادتي بأن أرى شباباً أعطيناهم الفرصة في الماضي، فباتوا اليوم نجوماً.. يقول عبدالله السدحان ذات مرة وهو يقلّب في كتاب يحكي سيرة ذاتية لأحد السياسيين.
يمتلك عبدالله السدحان موهبة «فريدة» في الإمساك بتلابيب الشخصية التي ينوي لعب دورها، بل هو «الوحيد» في الدراما الخليجية الذي يجيد الشخصيات المركبة، لا أحد ينازعه ولا ينافسه أو يقترب منه.
عبدالله السدحان المولود في مايو 1958م، هو أحد الذين تزهو الدراما السعودية بهم، وواحدٌ من الأسماء التي تفخر ساحتنا الفنية بمروره عليها، ووسامٌ على صدرها.
إن فناناً بحجم عبدالله السدحان، لا تملك إلا أن تحترمه وتحترم تاريخاً صنعه بالتعب والإرهاق، كان ذلك على حساب صحته وعائلته وحياته الخاصة، كل من يعرف السدحان يعرف أنه يصرف على العمل من حسابه الخاص بعيداً عن ميزانية المشروع.
نحن اليوم، نكتب «قليلاً» عن أبرز الأسماء التي رسخت في ذاكرة الشارع الفني والجماهير، وبلا شك فإن تكريمه وآخرين معه، يُعطي انطباعاً آخر بأننا نحترم مواهبنا وننزلهم منازلهم، حتى لا تفوتنا الفرصة مستقبلاً.
ولعبدالله السدحان عدة مسرحيات وسهرات ومسلسلات، ولعلّ أبرز المسلسلات التي شارك فيها هي «أيام لا تنسى» و»عيون ترقب الزمن» و»عودة عصويد» و»لا يحوشك حبروك» و»صراع الأجيال» و»بداية النهاية» و»أبو مشعاب» و»القصر» و»أساطير شعبية» و»كلنا عيال قرية» و»طاش ما طاش 18 موسماً» و»هذا حنا» و»منّا وفينا» و»مستر كاش».
وقد تم تكريم الفنان عبدالله السدحان في عدة مناسبات، منها جائزة أفضل 43 شخصية مؤثّرة في العالم العربي من قبل مجلة «news week» بالكويت، والجائزة الأولى في مهرجان التلفزيون الأول بالقاهرة، عن سهرة «إعلان براءة»، والتي حصل فيها على أفضل ممثل في المهرجان.