تطل علينا هذه الأيام مناسبة غالية على كل من هو على ثرى مملكة العز والإباء المملكة العربية السعودية، ألا وهي الاحتفاء باليوم الوطني السابع والثمانين، والذي يصادف يوم السبت 3 محرم 1439هـ، الموافق 23 سبتمبر 2017.
ولا يسعنا في مناسبة عزيزة كهذه إلا أن نجدد من خلال هذا اليوم كل الولاء والإخلاص لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، -أيده الله ورعاه-، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وفقه الله، وللأسرة المالكة الكريمة، ولكافة أبناء المملكة العربية السعودية البررة، مستذكرين من خلال هذا اليوم المجيد، ما قام به المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، -رحمه الله-، من جهود وأعمال جبارة في سبيل توحيد هذه البلاد التي تعتبر قارة، وجمع شمل أهلها وأبنائها تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، واعتماد القرآن الكريم دستورًا للبلاد، كيف لا، وهو من عند الخالق سبحانه وتعالى، وليس من صنع البشر، دستور ثابت لا يتبدل ولا يتغير، مثلما نراه يتغير عادة في دساتير معظم الدول في أرجاء المعمورة مع كل حركة تغيير في الحكومات وقادة الدول.
لقد حبا الله هذه البلاد المباركة بشرف رعاية وخدمة الحرمين الشريفين، وحجاج ومعتمري وزوار بيته الحرام ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، تحت لواء وكلمة التوحيد التي يحملها علم المملكة الخفاق منذ عهد المؤسس، رحمه الله واستمر أنجاله من بعده الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله -رحمهم الله- إلى عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، -أيده الله ورعاه-، يسخِّرون كل وسائل الأمن والاهتمام لراحة وإسعاد الحجيج والمعتمرين الذين يتدفقون لبلادنا من شتى بقاع الدنيا، وغير ذلك الكثير والكثير مما لا يمكن الإشارة إليه عبر مقال قصير كهذا، والمملكة تقدم كل ذلك بدون منّة، بل تعتبر كل ما ينفق في سبيل خدمة الحرمين الشريفين أنه من أوجب واجباتها، ويكتسب صفة التشرف والفخر العظيم الذي تعتز به لخدمة ضيوف الرحمن.
إن هذه الذكرى المجيدة، تحتم علينا أن نستذكر واحدة من الملاحم الوطنية التي سيخلدها التاريخ الحديث بمداد من نور، فمن الشتات إلى التلاحم، ومن الفرقة إلى التعاضد، ومن الجهل إلى نور العلوم والحضارة. وها هي بلادنا ولله الحمد قبلة المسلمين، تشهد على طول تاريخها الحب المتدفق، والولاء الصادق بين الراعي والرعية، بلاد يقود سفينتها ربانها الماهر بحكمته وبعزمه الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين.
في اليوم الوطني المجيد نؤكد أننا أمة سعودية واحدة، نعيش في أحضان وطن واحد، نبنيه ونشد كيانه لبنة تلو الأخرى، ونستكمل احتياجاته بروح وثابة، وبعزم لا حدود له، وبرؤية مستقبلية، بعد أن رسمنا طموحاتنا وخططنا لتحقيق أهدافنا وإستراتجياتنا نحو المستقبل الحافل المضيء بالمزيد من الخير والازدهار، والحياة الآمنة والكريمة.
وفي الختام.. فإننا أبناء المملكة العربية السعودية خريجو مدرسة الولاء والإخلاص والوفاء، منذ عهد الأجداد في خدمة الدين، ثم الملك والوطن، سنظل على هذا العهد نتوارثه جيلاً بعد جيل مادام لنا وارث على قيد الحياة سلماً لمن سالم ولاة أمرنا، وحرب على من عاداهم. أدعو الله مخلصاً أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن ينصر جنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وأن يحفظ رجال أمننا الغيورين على الحرمات والمقدسات.. والله الموفق، وعليه الاتكال والاعتماد.
** **
- فهد بن فهد الفردان