منذ 87 عاما وبالتحديد في عام 1351هـ قام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود غفر الله له بتوحيد المملكة العربية السعودية وإطلاق اسم المملكة على هذا الكيان الشامخ والذي يقاتل وحارب من أجله لأكثر من 32 عاما أي منذ عام 1319هـ وهو ذلك اليوم الذي يعتبر يوما مشهودا وهو يوم دخول الملك الراحل إلى الرياض وكان يوم نصر لأهل نجد خاصة ليبدأ لهم الانفتاح والتعرف على بلدان أخرى داخل المملكة والتي كانوا يعرفونها ولا يستطيعون الوصول إليها بسبب الخوف والجوع وقلة الأمن، وبعد سنوات كما ذكرت دامت لـ 32 سنة استتب الأمن والاستقرار في ربوع البلد بعد معارك عدة في الشرق والغرب والشمال والجنوب حتى استسلم كل من كان خارجا عن الطاعة وقد دخل الملك عبد العزيز مكة المكرمة والمدينة المنورة بدون قتال خصوصاً في تلك المدينتين الشريفتين ولعل ذلك يدخل في أن الملك عبد العزيز يعد من الرجال العظام الذين يشهد لهم التاريخ بحنكتهم وإدراكهم لما يحدث لتلك البلاد بدون أن يقوم بتوحيدها من مجازر بين القبائل وإخلال في الشريعة وخصوصاً أنه وبعد أن تم الاتفاق بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب في الفترة الأولى من الدولة السعودية على نبذ العنف والحرص على تعليم سكان هذا البلد ما يمكن أن يدلهم على الحق، وخصوصاً أنهم بدأوا يجهلون التعاليم الدينية وذلك لعدم وجود ما يدلهم على اتباع الشريعة وبعد فترة طويلة أتى الملك المؤسس وأعاد على الجزيرة العربية بريق الحرية الدينية والاقتصادية حيث قام بالتعاقد مع شركات بريطانية للتنقيب عن النفط إلا أنها عجزت أو تعاجزت عن استخراجه ووكل المهمة إلى الأمريكان الذين سرعان ما تم اكتشاف النفط وبكميات متوسطة وهذا أعطى الأمريكان الأمل في وجود كميات كبيرة وقد تحقق ذلك بفضل الإخلاص وبعد النظر من ذلك الرجل الذي قد امتطى حصاناً ليجعل هذا البلد من مصاف البلدان التي تتسابق على كافة العلوم والمعارف وأصبحت هذه البلاد ولله الحمد والمنة من أكبر الدول مكانة في العالم حيث يحسب لها ألف حساب عند كل قضية سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو الدولي لم يتبقى لنا إلا أن نكون أحد أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائم العضوية لما للمملكة من ثقل كما ذكرت سابقاً في جميع المحافل الدولية.
بعد سنوات التي حكم بها الملك عبد العزيز المملكة والتي يمكن أن نقول إنه بذر البذرة الحسنة إلا أن القدر لم يمهله ليكمل ذلك ومن ثم أتى بعده ابنه الملك سعود والذي يعتبر وبحق له اليد الطولى في تأسيس هذا البلد بعد والده حيث أسس الوزارات وبناء المستشفيات والفنادق والتوسع في بناء المدارس وشق الطرق وربط الغربية بالوسطى مع المنطقة الشرقية وكذلك التوسعة في الحرمين الشريفين وتعد تلك أكبر توسعة وذلك من العام 1373هـ وحتى 1384هـ.
بعد ذلك تولى مقاليد الحكم الملك فيصل والذي عرف عنه حبه لاكتشاف الدول الأفريقية وكثرة التواصل مع الرؤساء والملوك هناك وقام بإقناع الكثير من دول أفريقيات لقطع العلاقات مع إسرائيل، أيضاً يشهد له في زعامة العالم الإسلامي عندما دعى لعقد مؤتمر للدول الإسلامية والعربية في الرباط.
بعد ذلك أتى عهد الملك خالد في العام 1395هـ وقام بأعمال تخدم المواطن وهي إطلاق صناديق الخير من عقارية وتسليف وزراعية وصناعية وغيرها.
في العام 1402هـ اعتلى عرش المملكة الملك فهد بن عبد العزيز الذي عرف عنه أنه كان أول وزير للمعارف وكان له دور في نشر التعليم في المملكة وكذلك تطور المواصلات من شق طرق وغيرها وكذلك كان في عهده أكبر توسعة عرفها التاريخ في الحرمين الشريفين بعد التوسعة الأولى التي قام بها أخيه الملك سعود رحمهما الله جميعاً أيضاً في عهده التوسع في إنشاء الجامعات حيث بلغت عشر جامعات والمئات من الكليات أيضاً كان له دور في تقديم المبادرة لحل النزاع بين العرب وإسرائيل.
في عام 1426هـ تولى حكم البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أستطيع أن أقول إنه الرجل المنفتح على العالم والذي يجول العالم خلال السنوات العشر الأخيرة حيث كان هذا قد أعطاه دفعة ليرى العالم من آفاق واسعة ويتعرف على ما يحدث من حوله، أيضاً كان لشعبه النصيب الأوفر من اهتمامه ورعايته في كافة المجالات.
بقي أن نقول لخادم الحرمين الشريفين للملك سلمان أنت في قلوب الجميع الرجل الذي أعطى بلادنا هيبة وقوة حيث أنك بنيت جيشاً عربياً يفتخر به كل شخص في البلاد العربية والقادر بإذن الله أن يكون درعاً حصيناً لهذا البلد والبلاد العربية والإسلامية، وكذلك بنيت جيلاً يحب بلاده وحفظت البلد من الأعداء الحاقدين على الدين والوطن، منذ توليك الحكم بدأ اسم المملكة والملك عربياً ودولياً عالياً كقوة رادعة وقوية حيث جعل لها مكانة بين الشعوب مع توافد الرؤساء والوزراء والمسؤولين في الدول العربية والإسلامية والغربية للمملكة للتشاور وأخذ الرأي والمشورة من الملك وولي العهد الأمين.
لا يفوتني إلا أن أقول للأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سر ونحن من ورائك والله معك ومعنا جميعاً وحفظ الله مملكتنا من كل حاسد وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.
** **
- عبد العزيز بين سليمان العبد الله العقيِّل