سلطان المهوس
يقول بيار كخيا، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة دبلو إس جي، والتي تم بيعها بالكامل لشركة «لاجارديير» الفرنسية، التي أصبحت الآن هي المالك الحصري لحقوق الاتحاد الآسيوي حتى 2020، عن أن عملية التفاوض على إعادة بيع حقوق النقل والتسويق لبطولات الاتحاد القاري لن تقل في السنوات الثماني الجديدة «2028» عن ملياري دولار، وهو هدف أولي للاتحاد القاري، بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم، الذي يسعى للوصول لأرقام غير مسبوقة في الدخل!!
آخر مرة قابلت بيار على هامش كونغرس الفيفا بالمنامة «أيار الماضي» ولا أعرف إن كان متمسكاً الآن برؤيته وسط واقع آسيوي مليء بالأشواك!
في غرب آسيا اتحاد موقوف وأربع اتحادات لا تلعب بملاعبها ضد اتحادات أخرى وتختار الملاعب «المحايدة» وفي الجهة الأخرى ترفض ماليزيا اللعب بكوريا الشمالية ويظل العراق «حظي برفع حظر مؤقت» دون مستقبل مضمون!
الإمارات رفضت أن يلعب منتخبها للناشئين تصفيات آسيا بقطر وطلبت نقل منتخبها لمجموعة أخرى ولحسن الحظ أن الآسيوي تنبه ورفض الطلب وإلا سيفتح المجال لزعزعة بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات والتي تأهلت قطر لمنافساتها ولو طلبت نقل مبارياتها لتم الرفض «عدالة» ولذلك أنقذ الآسيوي مستقبل استقرار البطولة بحكمة وهدوء رغم الانتقادات الإماراتية!
وضع لا نحسد عليه القارة فكل شبر يئن بمشكلة ولا تزال حكمة وفطنة الشيخ سلمان آل خليفة تمسك بزمام الأمور لكن استمرارية الأوضاع قد تنهك جسد آسيا وتحبط كل خطط تسويق بطولاته بل ربما إفلاسه!
«الفيفا» الذي يراقب الوضع ما زال يتعامل ببرود غريب وبالمهدئات «للبطولات التي تخصه بالقارة» لكنه يفتقد للشجاعة بإصدار تشريع دولي لمثل الحالات الآسيوية لينهي الجدل ويعطي للتشريع قوة لا يمكن تخطيها!
سيكون لزاماً على الآسيوي رفع دراسة شاملة عن الأوضاع ومقترحات الحل وسيكون «الفيفا» ملزماً بوضع بنود ملزمة فالسياسة في آسيا انتهكتها الرياضة تماماً وهو واقع يجعل من آسيا ضعيفة فنياً فليس هناك من سيتخيل أن 15مباراة ستلعب بملاعب محايدة بدوري أبطال آسيا وغيره إذا استمرت الأوضاع!
إنها كارثة بكل المقاييس لغياب التشريع القائم على استقراء حقيقي للأوضاع وهي مهمة المشرع الأول كروياً.. «الفيفا» .
نجح سلمان آل خليفة ورفاقه في تقديم أجمل وأعدل تصفيات مؤهلة لكأس العالم رغم تعقيداتها وما زال دوري أبطال آسيا يسير بنجاح تنظيمي وتحكيمي لكن الواقع سيكون مستقبلاً أكبر من طاقة الآسيوي ولذا لا يمكن مطالبته بالمستحيل بتلك الأوضاع الاستثنائية إلا باعتماد تشريعات عادلة تحفظ للمنافسات هيبتها وللملاعب جنونها وللجماهير هديرها وللفنون الكروية مذاقها.
لم تتوقف عجلة النزاهة.. الحياد.. العدالة.. رغم المعاناة..
آسيا.. تتألم بصمت..