سعد الدوسري
يتصوَّر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الوسائط ملك لهم، يستغلونها كما يشاؤون، بهدف كسب الشهرة، أو بهدف التنفيس عن مكنوناتهم، حتى وإن تصادمت مع السائد واستفزته. كل هذا سيظل في إطار أحد أهم الأهداف التي جاءت من أجلها تلك التقنية، بشرط ألا يتسبب البحث عن الشهرة أو التصادم مع الواقع بأية انتهاكات لحقوق الآخرين.
لقد أشرتُ من قبل إلى أن التحرش قد يكون بالقول أو التدوين، سواء في منابر الإعلام الجديد أو في وسائل التواصل الاجتماعي. وطالما أن المؤسسات الرسمية الأمنية قادرة على الوصول لكل مستخدم فإن عقوبة المتحرش بالفعل يجب أن تتساوى مع المتحرش بالقول؛ وذلك بهدف رفع الثقافة الاجتماعية تجاه احترام حقوق الآخرين، وردع كل من تسول له نفسه المساس بالآخرين. ويجب هنا أن نقدر الجهود التي تبذلها النيابة العامة والفرق الأمنية في توقيف ومحاكمة كل الذين يظهرون من خلال مقاطع فيديو أو عبر تغريدات؛ ليسيئوا لمكونات المجتمع، ظانين أن ذلك سيُكسبهم شهرة بطولية في الأوساط التي يعيشون فيها، وأنهم سينجون بما قالوا أو بما كتبوا.
لا شك أن مشروع نظام مكافحة التحرش سيلقي بظلاله على مفاصل التواصل كافة بين أفراد المجتمع، وسيقطع الطريق على هواة التحرش وعلى المتعاطفين معه. والأهم أن التمثيليات التي كان الظلاميون يفتعلونها؛ لكي يثبتوا أن المجتمع ليس آمنًا، ستختفي إلى الأبد.