عبده الأسمري
في شخصيته تجاورت المؤسساتية مع الوطنية وفي روحه تنامت المنهجية مع الاحترافية.. سيرته أشبه بمعادلة رياضية اعتمدت «الرقم الصحيح «كنتيجة حتمية فظل أسيراً للإبداع أينما تواجد سفيراً للابتكار بصلاحية القرار وقرارة الصلاح. إنه وزيرالتعليم السابق المستشار بالديوان الملكي معالي الدكتور عزام الدخيل أحد أبرز الوجوه الوطنية الطموحة التي أوجدت لها مكاناً في القلوب وسكناً في الذاكرة كتوقيعه المرتبط بالتطور المترابط بالتطوير كشاهد ثابت على خطوات «رجل دولة» من طراز نادر.
بوجه مألوف معروف تكسوه ملامح مبتسمة محتدمة تتكامل بين الجد والود وعينان واسعتان تمتلآن نضجاً وسحنة هادئة بكاريزما تنفيذية وصوت جهوري تتقاطر منه مفردات التوصية وكلمات التوجية يحمل تشكيلة من اللهجة الودية واللغة الجدية والعبارات التفصيلية التي تشع قراراً وتنبع وَقَارا، يطل عزام الدخيل في المناسبات والمحافل كشخصية لها وزن المسؤول واتزان الإنسان وتوازن القيادي ترجح الكفة حينما تحضر مقاييس النتائج وحيثما تبرز قياسات الأداء.
في الرياض صال وجال طفلاً تعانق مع مناهج التعليم باكراً في سن الخامسة واعتنق موجبات الموهبة ومسلمات النجاح فكان بارعاً يقتنص المثالية ويتجاذب مع التفوق دراسياً ومع الالتزام أسرياً فشكل منهجية طفولية رسمت إطارات حياته ببصمة نبوغه الباكر وبزوغه المبكر. يستند الدخيل على سيرة عصماء مع تربية أصيلة ونشأة نبيلة لمسها فيه والديه وشهد عليها معلموه منذ أن كان تلميذاً يزاحم أقرانه على مذياع الصباح وينافس زملاءه على منصات التتويج، فكان في مستوى تكهنات أسرية وتوقّعات تربوية جعلته أمنية بشرية مفترضة للتميز لمن أحبه ورباه ولمن درسه ولازمه وباتت مؤكدة في سجلات المناصب ومساجلات التنافس واحتفالات الصلاحيات ومواطن القيادة.
بعد أن أكمل الدخيل تعليمه العام كان شغوفاً بالعلا، حيث درس الهندسة ونال البكالوريوس ثم طار للخارج وحصل على الماجستير في العمارة من أمريكا وحصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية لإدارة المشاريع من جامعة دندي وبتفوّق عاد للوطن وفي حقيبته مقومات التخطيط ومقامات التنفيذ . مسيرة منوّعة قضاها الدخيل في مواقع القرار ومنطلق الاستقرار يدير ويوجه ويخطط بفكر هندسي وبعد نظر تنفيذي بدأ الدخيل عمله الحكومي مدير مشروع بالصندوق السعودي للتنمية وذلك خلال الفترة من 1981- 1989م، ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص، حيث تولى إدارة عدد من الشركات في عدد من المؤسسات والشركات الإقليمية الكبرى، حيث تولى من عام 1991 - 1991 منصب نائب الرئيس في شركة نافا وخلال الفترة من 1999 إلى 2003 تولى منصب نائب الرئيس في مجموعة سكاب، وتولى منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مسك الخيرية» وعمل أستاذاً في كلية الصحافة بجامعة مدينة لندن وشغل منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والنشر ويعد عضواً في عشرات المراكز والهيئات والمراكز وفي 29 يناير 2015 نادته الثقة الملكية، حيث صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للتعليم بعد قرار دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، ورغم قصر المدة إلا أن أكثر من ثلاثين قراراً كانت حاضرة ناضرة في تاريخ التعليم وإمضاءات وإضاءات سيظل توقيع الدخيل فيها إنجازاً وامتيازاً واعتزازاً في آن واحد .
وفي 11 ديسمبر 2015 تم تعيينه مستشاراً في الديوان الملكي.
واجهات مشرقة وإشراقات بارقة سجلها الدخيل تاركاً صفاً من المصفقين وارتالاً من المتفقين في منظومة عمل ونظام ريادة جعلته واقفاً يقطف عبق النهايات ويلاحق أفق العطاءات بروحه وطموحه متوجاً الكفاح بامتيازات النجاح.