فهد بن جليد
برأيي أنَّ أمام المرور الآن فرصة كبيرة جداً وسانحة من أجل وضع خطط عملية، وحملات صارمة لتطبيق النظام المروري بشكل فعَّال، لرفع جودة مستخدمي الطريق، وإعادة ترتيب المشهد المروري، وذلك عبر محورين مهمين؛ الأول تغيير الشكل القائم لاستخدام المركبات في شوارعنا منذ عقود طويلة، وأسلوب مستخدمي الطريق ومدى التزامهم بأنظمة المرور، والثاني ضمان تأهيل المستخدمين الجدد -النساء- بالطريقة المرورية الصحيحة والنموذجية التي نتمنى مشاهدتها بعد عشرة أشهر من الآن.
السلوكيات المرورية الخاطئة، والطريقة العشوائية والمتهورة المشاهدة حالياً يجب أن تختفي -خصوصاً من بعض الشباب المستهترين- وبعض السائقين الأجانب من العمالة الوافدة، فهي مربكة للسائق الذي يمارس قيادة السيارة منذ سنوات طويلة، فكيف سيكون الحال مع السائقات الجدد، بكل تأكيد الواقع المروري المرير المعاش، وحرب الشوارع القائمة حالياً بين المركبات (عند الإشارات، داخل الدوارات، التجاوزات الخاطئة، السرعة، التهور، الاستهتار، عدم احترام حقوق وأفضلية الآخرين على الطريق وقواعد المرور) كل هذا لن يكون صالحاً ولا متوافقاً مع المشهد القادم، وستتسبب مثل هذه التصرفات غير المسئولة حتماً بكوارث مرورية -لا سمح الله- في حال استمرارها دون تدخل رادع، أو معالجة جادة.
لا نريد أن تتعلم النساء في بلادنا قيادة السيارة بالتجربة الذاتية ومشاهدة ما يحدث في شوارعنا الآن من السائقين الرجال -في المرحلة الأولى- فهذا سينتج لنا المزيد من العشوائية في الطريق والسلوكيات الخاطئة في استخدام المركبات، وستتعقد المسألة أكثر من ذي قبل، مما يصعب من مهمة تغيير المشهد عند السائقين والسائقات معاً، الأسهل أن يتفرغ المرور خلال العشرة أشهر المقبلة للتعامل مع السائقين الرجال لتصحيح الوضع وضمان الالتزام بالقواعد المرورية وتطبيقها، في الوقت الذي يتم فيه تأهيل النساء لقيادة المركبات عبر معاهد ومراكز متخصصة، قادرة على التعليم الصحيح، خصوصاً مع تزايد عروض التدريب خارج المملكة، والاستثمار الداخلي في هذا القطاع، وتلك قصة أخرى.
المسألة مرتبطة بتعلم مهارات وأصول القيادة الحديثة والصحيحة بشكل سليم، تبعاً لمبادئ قيادة المركبة القائمة على أسس علمية وهندسية حديثة، لاكتساب المهارات المطلوبة، وهذا مرتبط أولاً بتغيير المشهد القائم حالياً، وهو ما يدعوني لنصيحة النساء الراغبات في تعلم القيادة، بأن يتم ذلك بعيداً عن سلوك الرجال القائم الآن في شوارعنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.