«الجزيرة» - يوسف العتيق:
حضور المرأة لدى حكام الدولة السعودية كان كبيرًا ومتوافقًا مع ظروف ومتطلبات كل مرحلة ومتغيراتها الاجتماعية, وقبل ذلك ومعه وبعده كان منسجمًا مع النصوص الشرعية وفتاوى العلماء الكبار. وهذا التوجيه يمثل مبدأ لا يحيد عنه حكام هذه البلاد.
نورة مستشار شؤون المرأة لعبدالعزيز ومستقبِلة الوفود النسائية
يعلم الجميع أن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل شقيقة الملك عبدالعزيز كانت تحظى بمكانة كبيرة لدى المؤسس، وأنها هي المقصودة في عزوته الشهيرة (أنا أخو نورة)، إلا أن ما قد يجهله كثير من الناس عن الملك عبدالعزيز أنه أعطى هذه الأميرة الموصوفة بالذكاء وحسن التصرف عملاً سياسيًّا مهمًّا، هو استقبال ضيوف الوطن من سيدات أجنبيات، ونقل الصور لهم عن هذه البلاد، والإجابة عن أسئلتهم، والقيام بدور مهم في إعطاء معلومات دقيقة عن المرأة السعودية، وهو ما وثقته العديد من المصادر التاريخية عن هذه المرأة الرمز.
في عهد سعود صدر القرار الأهم بتعليم المرأة
لم يكن العام (1379 هـ) عامًا عاديًّا على المرأة السعودية؛ فقد صدر في هذا العام قرار الملك سعود بفتح مدارس البنات، الذي كان قرارًا مهمًّا وتاريخيًّا بكل المقاييس، وأحدث ردات فعل متباينة في المجتمع السعودي، إلا أن مجريات الأحداث وتعاقب السنين أكدت أن هذا القرار كان نقلة نوعية في تاريخ المرأة في الدولة السعودية.
فيصل.. المواصلة على خطى سعود وتثبيت القرار اجتماعيًّا
واصل فيصل متابعة القرار التاريخي الذي وُلد في عهد أخيه الملك سعود، وزاد على ذلك بأن دخلت الفتاة الجامعة للمرة الأولى. تقول صحيفة يونانية في تلك الفترة متحدثة بفخر عن إنجاز جديد في تعليم المرأة السعودية «بين الأمس واليوم تنبلج أنوار فجر التحسن في الوضع النسائي.. هناك 60 شابة يدرسن في جامعة الرياض.. إنهن أولى التلميذات في البلاد، وأولى نساء أرض النبي اللواتي حصلن على تعليم جامعي».
خالد.. محطة جديدة ومهمة في تعلم المرأة وحدث عظيم
وفي عهد الملك خالد من الطبيعي أن يواصل السير على خطى من سبقه من الملوك في إحداث نقلة جديدة تناسب المجتمع، ولا تخرج عن نصوص الشرع والعادات والتقاليد المتوارثة.
فقد زاد الاهتمام بالتعليم العالي للمرأة، ودخلت مع الرجل في مجال الدراسات العليا، وإقامة الندوات المتخصصة في حقول الطب وغيرها. وأختصر الحديث هنا بشهادة من مكة المكرمة حيث شرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة فوزية حرم سمو الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في شهر ربيع الأول من عام (1397 هـ) حفل افتتاح ندوة رسالة التمريض العالي الأولى بالمملكة العربية السعودية، التي أقامتها كلية التمريض التابعة لكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز. وقد تحدثت الأميرة فوزية بهذه المناسبة، وقالت: إنني فخورة جدًّا بما وصلت إليه المرأة السعودية في بلادنا، وهذا بفضل الله تعالى، ثم بفضل الجهود الخيّرة من قِبل صاحب جلالة الملك خالد - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين، ومعالي وزير التعليم العالي الشيخ حسن عبدالله آل الشيخ. وإنه لحدث عظيم بالنسبة للمرأة السعودية، وهي عقد هذه الندوة. وإنني أدعو فتيات بلادي للالتحاق بكلية التمريض؛ فمهنة التمريض من أسمى المهن، وتناسب طبيعة المرأة. هذا، وتشارك في الندوة 11 خبيرة وأستاذة من كليات التمريض في العالم.
عهد الفهد دعم أعمق وأشمل للمرأة
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - صدرت قرارات كثيرة، تمكِّن المرأة وتزيد من رسوخها في خدمة المجتمع، ومنها - على سبيل المثال -:
ابتعاث الفتيات للدراسة في الخارج، والعودة بسلاح المعرفة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في المجالات كافة.
وفي عهد الفهد عُيّنت للمرة الأولى سيدة في منصب نائب لوزير التربية والتعليم، وهي السيدة نورة الفايز.
الملك عبدالله.. يقدم المرأة لمجلس الشورى
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - زادت الخطوات العملية في تمكين السيدات من أداء دور فاعل في خدمة المجتمع. ويبقى تخصيص (20 %) من مقاعد مجلس الشورى للنساء والسماح لهن بالمشاركة في الانتخابات البلدية حدثين بارزين في عهد الملك عبدالله، ولا يُنسيان.
الملك سلمان.. يختصر السنوات ويقدم القرارات
وفي عهد سلمان الحزم لم يكن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة أول القرارات، بل هو أحدها؛ فمن قراراته في هذا المجال (تمكين المرأة في العمل لخدمة وطنها):
تمكين المرأة من الخدمات دون اشتراط موافقة ولي أمرها، وتعيين سيدة على هرم سوق المال السعودي، والسماح للمرأة بدخول مجال المحاماة والرياضة.. وغير ذلك.
وكل هذه القرارات من ملوك هذه البلاد أتت في سياق منتظم بالحكمة والعقل ومراعاة المرحلة، والاعتماد على الكتاب والسنة، ومراعاة أولويات المجتمع السعودي وعاداته تقاليده.