أحمد بن عبدالرحمن الجبير
عودنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على أن هذه الفترة من تاريخ المملكة تمتاز بالحزم والعزم، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والمفيدة للوطن والمواطن كانت ثقته بالله، وبالمواطن السعودي واضحة وجلية لا غبار فيها، التي ساعدته في اتخاذ القرارات الوطنية المهمة، فهي قرارات إستراتيجية وحكيمة لن يكتشف الجميع أهميتها إلا في المستقبل وبعد حين.
فالانتقال من دولة تعتمد على النفط، إلى دولة تعتمد على ذاتها وأبنائها، كان قرارًا ذهبيًا، فلا مجال للتأخير، ولا مجال للمهادنة، وصاحب القرار من يتخذ القرارات الصائبة دائمًا، ولا يتراجع عنها لأنها قرارات تهدف خير المملكة وخير المواطن السعودي، ولهذا كانت الرؤية السعودية 2030م وكان التحول الاقتصادي، وكان الاحتفال الاستثنائي باليوم الوطني، وكان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة.
بالأمس احتفلنا جميعًا باليوم الوطني السعودي، كان احتفالاً نوعيًا، كان تعبيرًا عن ذاتنا الوطنية أظهر فيه شباب الوطن رغبتهم في ممارسة الفرح، وكانت المسؤولية الأدبية تطوق أعناقهم، كان البعض من الحاقدين على الوطن وعلى اللحمة الوطنية يتمنون أن يحدث إخلال بالأمن، وتطاول وتجاسر، غير أن شبابنا كانوا عصين على ذلك، وكانوا مثالاً للمواطنة الصحيحة، وما كانت عليه شعوب العالم المتقدم.
هذا البلد له جذوره الراسخة في التاريخ، وله تاريخه السياسي الطويل، ولهذا فإن لديه القدرة على استيعاب التحديات والصدمات، التي جعلته مؤثرًا وفاعلاً في المنطقة والعالم والإقليم، لأنه وطن صنع وحدة متينة وقوية وتجانسًا وتنوعًا اجتماعيًا، واستوعب عديدًا من أبناء الوطن، وإخواننا العرب والمسلمون كان لهم قصب السبق في المساهمة في أعمال البناء، والتنمية السعودية ورقيها ورفعتها بين الأمم.
فاليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر (أيلول) من عام 1351هـ 1932م يعد يومًا عظيمًا للوطن والمواطن، ويتباهى فيه أبناء المملكة بكل فخر واعتزاز، بذكرى احتفال بلادهم العظيمة بيومها الوطني، ففي هذا اليوم سجل التاريخ مولد السعودية، ولا شك أن الدولة والمواطن السعودي وهم يحتفلون بيومهم الوطني، يرنون إلى تعظيم مكتسبات التنمية الاقتصادية ومكتسبات الأمن والاستقرار.
ويحق لنا كمواطنين أن نفرح بيومنا الوطني، وأن نرفع رايات التقدير، والاحترام لقائدنا، ورائدنا خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - نفرح لأننا نواصل طريقنا نحو النهوض والتنمية، وفي التطور الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي، في ظل فوضى إقليمية عارمة، وهدر للإمكانات والثروات، بينما بلدنا ولله الحمد ينعم بالأمن والاستقرار.
وأكاد أجزم وأقول إن المواطن السعودي صعب الاختراق، فيما يتعلق بوطنه وقيادته، والحصانة الوطنية التي لديه ليست موجودة عند آخرين، فالوطن والقيادة فوق كل الاختلافات، والدولة - أعزها الله - دئمًا ما تسعى إلى متابعة عديد من الملفات، والقضايا الداخلية.
لذا يفترض أن ننظر إلى الشق الإيجابي للوطن، ونبتعد كثيرًا عن السلبيات، فبلدنا مركز العالم الإسلامي الأول، ووجهة الناس ترنو إليها باستمرار، وأنعم الله عليه من فضلة وكرمه، وجعلها بلدًا أمنًا مستقرًا، وهيأ له قيادة حكيمة وعقلانية، وشعب يدرك معنى الأمن والاستقرار، ويدرك عواقب الفوضى والحروب والاختلافات، ولهذا سنكون كلنا مواطنين نذود عن بلدنا ومجتمعنا بدمائنا وأرواحنا.
ولا بد لنا أن نرد له الجميل للوطن أكثر وأكثر، ولا بد أن نعمل من أجل البناء، ونقف صفًا واحدًا لصالح الوطن وتقدمه وحمايته، وصيانة أراضيه ومكتسباته الاقتصادية، ودعم مسيرته التنموية، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية، فقد أثبتت الأحدث قوة العلاقة بين المواطن السعودي ووطنه وقيادته، ونقولها بكل فخر، واعتزاز بوطننا الحبيب، وقيادتنا الرشيدة في يومنا الوطني دام عزك يا وطن، ونحن كلنا سلمان الحزم والعزم، وسمو ولي عهده الأمين.