محمد بن علي الشهري
نهض الزعيم كالمعتاد بواجبه - كمؤسسة وطنية عملاقة - فلم يخيب ظنون عشاقه، كما لم يخيب ظنون الشرفاء من أبناء الوطن، فضلاً عن ظنون الأشقاء أبناء الإمارات (عيال زايد الخير) الذين تضامنوا وراهنوا على قدرات كبير آسيا، وأنه الأقدر والأجدر بأداء المهمة على أكمل وجه.
لعل الأكثر جمالاً في المشهد هو: أن الإبداع الهلالي الذي جسده أمام منافسه بيروزي الإيراني، والذي توجه بذلك الانتصار الكبير، قد جاء في خضم الاحتفالات باليوم الوطني المجيد، وفي أعقاب الاحتفال بتأهل الأخضر إلى نهائيات مونديال روسيا، ليشكل بذلك لوحة فرائحية وطنية تكاملية، ثلاثية الأبعاد، افتقدناها زمناً طويلاً.
كل الشكر والعرفان لكل إماراتي، وكل عماني، وكل بحريني تضامن مع (الزعيم) ممثل العرب في مهمته الآسيوية، وهي من المواقف الأصيلة التي لا تُستغرب من الأشقاء، ولا عزاء لـ (بني خيبان).
(من ذا وزود)؟!
تخيلت حجم معاناة ذلك (الكاذب)، أقصد الكاتب (الحربائي) مع كل هدف ملعوب يحرزه الزعيم في مرمى بيروزي الإيراني، وهو الذي بادر صبيحة يوم لقاء الهلال بنظيره الإيراني يوم الثلاثاء الماضي بملء المساحة التي يفترشها في الصحيفة، لا ليناشد ويستحثّ ويطالب بمؤازرة ممثل الوطن (الهلال) لكونه أولاً في مهمة وطنية، ولكونه ثانياً في مهمة ثأر لفريقه الذي أقصاه الفريق الإيراني نفسه من المسابقة منذ أيام، وبالتالي استعادة حظوظ وهيبة الكرة السعودية التي فشل فريقه في المحافظة عليها؟!.
وإنما لكي يمارس تأليب وتحريض أشباهه من المحتقنين ضد الهلال، منطلقاً من كذبة اصطنعها كالعادة لتبرير خروجه المعيب في ذلك التوقيت المختار بعناية، لكي ينفث بلاويه وأحقاده الدفينة، ولا سيما وهو المشهود له بالمهارة الفائقة في الكذب، وفي التلوّن الحربائي، وفي سهولة وسرعة تغيير المواقف؟!.
وهو بذلك يذكرني بتصريح لأحدهم ذات مرة قال فيه منشكحاً: إن أسعد لحظات حياته هي تلك التي يشاهد فيها الأهداف تلج المرمى الهلالي، ما يعني بداهة أن الكآبة تأخذ منه كل مأخذ عندما يحدث العكس، أي عندما يتخم الهلال شباك المنافسين، وما أكثر ما فعلها الزعيم، لعل من أقربها إلى الذاكرة تلك (الخمسة) أشكال وألوان التي أودعها في شباك فريق صاحب التصريح إيّاه في نهاية الموسم الماضي.. لذلك تخيلت مدى (الغمّ) الذي أصاب (المتلون) مع كل هدف يودعه الزعيم في مرمى الفريق الإيراني يوم الثلاثاء الماضي.
من أقوال السلف:
(ما كل من امتطى الخيل خيّال).