د. ناهد باشطح
فاصلة:
«ليس لصحافي أن يطوي وطنه ويضعه في جيبه»
- الدكتور نسيم الخوري -
لو أن لدينا صحافة متخصصة لنشط الصحافيون القانونون في تغطية الأوامر السامية التي تبرز عجلة الإصلاح السريعة في وطننا في مرحلة مهمة لترسيخ دولة القانون، وتحقيق أهداف رؤية 2030التي صنعها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان وشكك بها ثلة ممن لا يرجون لهذا الوطن الخير والنماء.
لقد اهتمت الرؤية الواثبة في جزء منها بالثقافة والإعلام وبدأنا نشهد تطورات ومبادرات قيمّة لوزارة الثقافة والإعلام من أهمها دعم انطلاق مؤشر الإعلام الرقمي، ولكن ماذا عن المؤسسات الإعلامية وهيئة الصحافيين السعوديين وجمعية الاتصال والإعلام كأهم مؤسستين الأولى مدنية والثانية أكاديمية ودورهما في صناعة المحتوى الإعلامي؟
وإن عدت للحديث عن الصحافة فإن من ضمن وظائف الصحافة المتعددة وظيفة مهمة هي الرقابة وتوخي المصلحة العامة وليس الحكم أو الإدانة فهي تنشر المعلومات فقط وإذا سعى الصحفي للتشهير أو الأذى فهو يخالف التشريعات والأخلاق وهو ما يسمى بالضوء الزائف أو قصد الأذى حسب تغريدة للأكاديمي الاستاذ مسفر الموسى في 24 - 3 - 2017م.
والصحافي إن لم يكن لديه خلفية قانونية فلن يستطيع العمل وفق الضوابط المهنية.
والسؤال كم من الصحافيين لدينا المتخصصين في الصحافة القانونية ولا أعني من درسوا القانون أكاديميًا ثم عملوا في الصحافة بل من درسوا الصحافة وتخصصوا في الصحافة القانونية؟
الصحافة اليوم بحاجة إلى التخصص خاصة ومجتمعنا أصبح منذ رؤية 2030 مجتمعًا يمارس التغيير على أرض الواقع وبالتالي فلم تعد مهام الصحفي كما هي عليه من قبل، بل إن عليها أن تتحول لتناسب التغيرات والتحديثات، خصوصًا في المجال القانوني لتوعية المجتمع المدني بأدواره الجديدة بالشكل الذي يقود إلى مجتمع حقوقي واع بحقوقه وواجباته.
صحافي اليوم لن يشفع له جهله بأخلاقيات الإعلام أو المسؤولية القانونية في مجال الصحافة ومشكلات النشر بوسائل التواصل الاجتماعي مثلاً.
صحافي اليوم لن يشفع له عدم تمكن أدواته من إعداد القضايا الإنسانية أو ما يتعلق بأي خطاب سلبي لا يفيد مجتمعة كخطاب التطرف أو الكراهية للآخر.
من المهم أن يكون لدينا صحافيون قانونيون ليدركوا أهمية سرية المعلومات وحماية المصادر والبعد الأخلاقي لحقوق الإنسان ومخاطر التشهير والمعضلات الأخلاقية وحماية البيانات والأسرار الرسمية، وقوانين الإعلام لدينا.
لم يعد هذا المجتمع الواعي يقبل أن يكون الصحافيون تقليدين وأعرف أن لدينا جيلاً واعيًا من الشباب شغوفين بالمهنة ولكن في ظل غياب الرؤية في بعض مؤسساتنا الصحافية يغيب صوتهم!!