د. خيرية السقاف
تترصّده فخاخ..
كلما تعرّجت به المنعطفات, وطال به الدرب..
كلما كان له أن يعبر المحطات, ويستقل المركبات..
كلما كانت له حقائب تزخر بمقتنياتها..
وزوَّادة على كتفيه متنوعة الأغراض..
الفخاخ ليست صنو الطريق وحده..
الفخاخ كمائن النوايا..
وكمائن الإهمال!!..
فحين تكون كمائن النوايا فإنها مقنّنة الموقع..
مُعدَّة للاصطياد..
وفي حين تكون كمائن إهمالٍ فلأنّ من شقَّ الطريق غفل عن تمهيده..
ولم يبالِ بفوَّهات تلتهم الغافلين..
أما هو هذا المار فحاله مسرعاً, أو بطيئاً, إنْ لم يكن في ليله بمصباح,
وفي نهاره ببصيرة, فإنه الطُعم للفخاخ, وضيفها العزيز لجوفها..
هذا حين تتعرج به المنعطفات وهو ذو حمولة, وهو الطُعم للفخاخ يهوي بثِقله,
وتكون سقطته قوية, وإصاباته فادحة..
وأندر ما يضحك المقهورين بألم حين يشاهدون سقوطه هو أن يكون في يده المصباح ليلاً..
وحدقتاه تتسعان في النهار!!..
فيقهقهون من فرط غفلته!!..