موضي الزهراني
تتميز مؤسسة الملك خالد الخيرية بالبرامج التدريبية ذات البعد الإنساني والتنموي النموذجي مقارنة بالمنظمات الأخرى، وذلك لابتكارها إستراتيجية تقوم على تنمية القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية، وتأهيله وبناء قدرات العاملين فيه، وتمكينه من تعزيز مفهوم التنمية المستدامة في المجتمع بشكل فعَّال. ولإيمان المؤسسة بإحداث التغيير القائم على الابتكار والمشاركة البناءة، فقد أطلقت برنامجاً تحت مسمى «شغف» وهو برنامج زمالة خيري يهدف إلى دعم القطاع غير الربحي في السعودية، وتحسين مستوى خدماته التي يقدّمها للفئات المستهدفة. فهذا البرنامج هو ثمرة شراكة مع «مؤسسة بيل وميليندا جيتس» والتي تعتبر أكبر منظمة خيرية خاصة على مستوى العالم، وتتعاون مع جهات مانحة مختلفة من دول العالم من أجل إيجاد حلول مبتكرة لتحسين صحة الأفراد ومستوى المعيشة وتحفيز النمو الاقتصادي ومن هذا المنطلق قرّرت المؤسستان إطلاق «شغف» من أجل استقطاب مجموعة من قادة المستقبل في القطاع غير الربحي، وتطوير مهاراتهم ليصبحوا قادة في تطوير منظمات القطاع غير الربحي وتحسين جودة مخرجاته، وإيجاد سفراء في السعودية لقضايا التنمية المحلية، مع إحداث نقلة نوعية في الجانب الإداري والقيادي في المنظمات غير الربحية. وفي يوم الاثنين الماضي 25 سبتمبر احتفلت المؤسسة بختام العام الأوّل وبالمشاركين في البرنامج (وهم من قطاعات غير ربحية مختلفة الخدمة والهدف) ومن مناطق مختلفة بالمملكة، حيث ألقوا الضوء على تفاصيل رحلة التعلّم المُلهمة التي قاموا بتنفيذها في الولايات المتحدة الأمريكية لصيف 2017م. فهذه البرامج المميزة التي تقدّمها مؤسسة الملك خالد الخيرية نحتاج لانتشارها بين القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية، وذلك من أجل تحسين الصورة الذهنية عن المملكة وكفاءاتها الشابة في مختلف القطاعات، وبخاصة القطاع غير الربحي الذي ما زالت النظرة له ضبابية وتحتاج إلى شراكات مختلفة داخلية وخارجية من أجل النهوض بخدماته ومشاريعه الداعمة للمشاريع الحكومية. فالمتطلبات التنموية في بلادنا ما زالت بحاجة لبناء قدرات شابة يشار لها بالبنان في إحداث التغيير الإيجابي من برامج لا تقل أهمية عن برنامج «شغف» والذي أُهنئ أخيراً عليه القائدة المبدعة للمؤسسة «الأميرة البندري الفيصل» على إطلاقه بهذا الحماس والاهتمام والاحتواء لأهدافه ومخرجاته التي بلا شك سيكون لها التطابق مع أهاف وبرامج التحول الوطني لعام 2030م.