بريدة - عبدالرحمن التويجري:
أكد معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود مدير جامعة القصيم، أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تأتي هذا العام في ظل ظروف وتحديات إقليمية واقتصادية متعددة، كاستمرار انخفاض أسعار النفط، وتدني معدلات النمو الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى التحديات السياسية.
وأشار «الداود» إلى أن المملكة رغم ذلك ماضية في خططها التنموية نحو البناء وتنمية الإنسان وتكريس علاقات الأمن والسلام، وتعزيز التوجهات الاقتصادية الرامية إلى زيادة معدلات النمو واستكمال مشاريع البنية التحتية، وتحديث الأنظمة والإجراءات التنظيمية وذلك من خلال تنفيذ مستهدفات مشروع (2030) التنموي، مؤكداً أن المملكة تعيش خلال هذه المرحلة حالة تحديث مستمرة لخططها التنموية، وأنظمتها وهياكل قطاعاتها التنظيمية، إضافة إلى البدء بتوجهات جديدة في الكثير من القطاعات والخدمات والبرامج.
وأضاف «الداود» أن مناسبة اليوم الوطني تحمل في ثناياها الكثير من الدلالات التاريخية والتنموية والأمنية، حيث نجحت المملكة خلال العقود الماضية في تحقيق معجزة تنموية تجسدت في تنمية الإنسان وتطويره، والاستثمار في تأهيله بالمعارف والمهارات، ناهيك عن الإنجازات الاقتصادية الضخمة في كافة المجالات.
وأوضح معاليه أن المملكة أصبحت نموذجًا في الاستقرار السياسي والأمني، ولم تكن هذه الإنجازات الاقتصادية لتتحقق لولا توفيق الله ثم التخطيط الاستراتيجي المتمثل في الخطط التنموية الاقتصادية الخمسية التي انطلقت في العام 1390هـ، أي قبل ما يزيد على 45 عامًا، واستمرت حتى هذا العهد الميمون الذي شهد إطلاق الرؤية التنموية الجديدة للمملكة، وهي رؤية (2030)، التي تمثل منعطفًا هامًا في المشروع التنموي السعودي، فإذا كانت الخطط التنموية السابقة استهدفت التأسيس للمشروع التنموي، وإنشاء البنية التحتية؛ فإن رؤية (2030) ترتكز في تحقيق مستهدفاتها على ثلاثة محاور تتمثل في المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر ، والوطن الطموح، حيث تؤمن المملكة بأهمية بناء مجتمع حيوي، يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية ومنهج الوسطية والاعتدال، معتزين بهويتهم الوطنية وفخورين بإرثهم الثقافي العريق، في بيئة إيجابية وجاذبة، تتوافر فيها مقومات جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، ويسندهم بنيان أسري متين ومنظومتا رعاية صحية واجتماعية ممكنة.
كما أكد أن الرؤية تسعى في محورها الثاني المتمثل في الاقتصاد المزدهر إلى توفير الفرص للجميع، عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص للجميع من رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة إلى الشركات الكبرى، وتطوير الأدوات والأنظمة الاستثمارية، لإطلاق إمكانات قطاعاتنا الاقتصادية الواعدة وتنويع الاقتصاد وتوليد فرص العمل للمواطنين، والسعي إلى تخصيص بعض الخدمات الحكومية وتحسين بيئة الأعمال.
وتعتمد الرؤية في محورها الثالث على الحكومة الفاعلة من خلال تعزيز الكفاءة والشفافية والمساءلة وتشجيع ثقافة الأداء لإطلاق الموارد البشرية، والعمل على تهيئة البيئة اللازمة للمواطنين وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي لتحمل مسؤولياتهم وأخذ زمام المبادرة في مواجهة التحديات واقتناص الفرص.
وقال «الداود»: إن مناسبة اليوم الوطني الـ (87) هذا العام، تأتي والمملكة ماضية بمشروعها التنموي الهادف إلى الإعمار والتنمية وتعزيز فرص السلام والتعاون الإقليمي والدولي، رغم حجم التحديات والمخاطر التي تسعى بعض القوى والأنظمة الإقليمية والدولية إشاعتها في المنطقة العربية، وهو ما يؤكد أن المملكة ستظل بإذن الله واحة أمان ومركز سلام ومنبع خير ونماء.
وأردف قائلاً: «إنني بمناسبة اليوم الوطني الـ (87) الذي نستذكر فيه ملحمة التوحيد ومعركة البناء والتنمية التي بدأها وأسس أركانها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، أتقدم بوافر التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله، كما أقدم التهنئة لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم، وإلى صاحب السمو الملكي نائب أمير المنطقة حفظهما الله، وإلى كافة أفراد الشعب السعودي الكريم، داعيًا الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والتنمية والرخاء».