علي بن إبراهيم الحبيب
يعيش هذه الأيام أبناء المملكة العربية السعودية الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني، ذكرى توحيد هذه البلاد الطاهرة على يد المؤسس المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -. ولقد جاءت هذه الذكرى الخالدة ومعها صدق الوعد من خلال ما شهدته المملكة من منجزات تنموية وقفزات حضارية في عهد سلمان المجد - حفظه الله - وولي عهده الأمين ووجه السعد الكريم؛ فلقد تميزت المملكة في هذا العهد الناصع بسياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبُعد النظر على الأصعدة والمنابر الدولية كافة، ولها من المواقف النيرة في خدمة الإسلام والمسلمين وقضايا الأمتَين العربية والإسلامية الشيء الغدق الغفير.
وإننا في هذا اليوم المجيد وهذه الذكرى الخالدة لنرى المملكة العربية السعودية تسير في تنمية وإصلاح وتطور تحت منظومة لا تدانَى، وتطوُّر لا يبارَى، وتميُّز لا يجارَى، وخبرة عالية لا تضاهَى، في مسيرة بناء شاملة، أثرها محلي وعالمي، بها تواجه المتغيرات، وتحافظ على المنجزات بثبات وقوة، تكتشف من خلالها مكامن القوة، وتعالج مكامن الضعف.. ومع هذا اليوم المجيد في هذا العهد الميمون واجهت مسيرة الخير والعطاء قضايا التنمية المهمة، منها التنمية المعمارية والحضارية، وتوفير المسكن، وإيجاد الوظائف، والقضاء على الفقر والفساد بحزمة من الاستراتيجيات والقرارات والبرامج الإصلاحية المترابطة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والإدارية لضمان تحقيق أهداف التنمية المرسومة من قِبل القيادة الرشيدة، التي كان قائدها وعرابها محمد الإقدام والهمة ولي العهد الأمين الشهم الأصيل. هذا اليوم إنما هو يوم ملحمة الحب والعزة والرخاء والنماء والأمن والأمان والاستقرار في ظل هذا العهد الزاهر. وإن أهمية هذا اليوم الوطني المجيد تنبع من خلال تذكير الأجيال الجديدة بالإنجازات كافة التي قام بها ولاة أمر هذه البلاد الطاهرة، والحرص على غرس القيم الحضارية في نفوس الأجيال الشابة للسير قُدمًا على الخطى نفسها، وتقديم أفضل صورة عن بلدهم في المحافل الدولية كافة، ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية التي تعتبر ركيزة من بين ركائز هذا الوطن، وأساسًا من أسس تطوره وتقدمه، ودليلاً قاطعًا على تلاحم الشعب مع قيادته؛ إذ يظهر لنا مع هذا اليوم المجيد وكل يوم مفهوم الوحدة الوطنية وقصة التلاحم والتضامن والمؤازرة التي ينطلق معها مفهوم الوحدة الترابية، هذا المفهوم النوعي والمثالي الذي يعني الاتحاد والتضامن والمؤازرة لهذه البلاد في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية على حد سواء في كل مكان، وتحت كل سقف، عنوانه العريض والطويل (العمل من أجل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في استكمال وحدتنا الوطنية العتيقة). وإنها لتحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في هذه الأيام، وهو اليوم الأغر والأعز، الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل، ولَم شتات هذا الوطن المعطاء.. اليوم الوطني يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بنعبدالرحمن - طيب الله ثراه -. وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء، وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم، وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم.
وإنها لتمر علينا هذه الذكرى لنستلهم العِبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله - عز وجل -، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ، ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا، ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما به رفعة هذه البلاد، وتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أيده الله بنصره -. وإن مع هذا اليوم، وفي كل عام، إنما هو يوم تجديد العهد والولاء للمليك الغالي رافعين أكف الدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم العزة والشموخ لهذه البلاد تحت ظل قيادتها.. فسجِّل يا تاريخ واكتب يا قلم الأمجاد الرائدة في ظل العيون الساهرة من لدن قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظها الله -.. ودامت أفراح الوطن.